عدد اليوم
أبوظبي (الاتحاد)
أظهرت أول تجربة سريرية لفئة جديدة من العلاج المناعي للسرطان نتائج واعدة يمكن أن تفيد المرضى الذين لا يستجيبون لعلاجات السرطان الحالية.
اختبرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Communications من قبل باحثين بريطانيين، ما إذا كان يمكن استخدام نوع من الأجسام المضادة يسمى الكريين المناعي هـ أو الغلوبولين المناعي هـ(Immunoglobulin E، اختصارا IgE) لعلاج السرطان.
يعمل العلاج المناعي عن طريق تحفيز نظام الدفاع الطبيعي للجسم لمهاجمة السرطان. تنتمي جميع عقاقير الأجسام المضادة المستخدمة حاليا لعلاج السرطان إلى نوع من الأجسام المضادة يسمى الكريين المناعي ج أو الغلوبولين المناعي ج (Immunoglobulin G، اختصارا IgG). ولم يسبق أن اختبرت الأجسام المضادة IgE على البشر من قبل. تشارك الأجسام المضادة IgG في مهاجمة البكتيريا والفيروسات في الجسم. لكن الأجسام المضادة IgE تطورت لاستهداف الطفيليات مثل الديدان.
تظهر نتائج المرحلة الأولى من التجربة السريرية أن عقار MOv18 IgE قلص حجم الورم مريضة مصابة بسرطان المبيض لم تستجب للعلاج التقليدي. الأهم من ذلك، أظهرت النتائج أيضًا أن العلاج بـ MOv18 IgE كان جيدًا بالنسبة لجميع المرضى تقريبًا.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور جيمس سبايسر، أستاذ طب السرطان التجريبي في بريطانيا "الغلوبولين المناعي هـ (IgE) هو شكل جديد تمامًا من العلاج بالأجسام المضادة أظهر نتيجة واعدة بدرجة كبيرة في هذه المرحلة الأولى من التجربة. تظهر نتائجنا أن الدواء كان يمكن تحمله جيدًا من قبل المريضات المصابات بسرطان المبيض".
وأضاف "تمهد هذه النتائج الطريق لتطوير فئة جديدة تمامًا من الأدوية المضادة للسرطان للأشخاص الذين يعانون من السرطانات المقاومة للعلاج الكيميائي. سمحت لنا الخبرة في علم المناعة في مختبرات كلية كينغز كوليدج لندن King's College London بإجراء هذه التجربة لشكل جديد تمامًا من العلاج بالأجسام المضادة".
وأكد "أظهر العلاج المناعي إمكانات هائلة مؤخرًا ولكن لا يزال هناك أشخاص مصابون بالسرطان لا يستجيبون للعلاج التقليدي. تعتمد هذه التجربة على عملنا السابق في بيولوجيا الغلوبولين المناعي هـ IgE، بما في ذلك التجارب في المختبر التي تشير إلى أن IgE يمكن أن يكون علاجًا فعالًا يمكن أن يقدم فوائد إضافية لتكملة تلك الموجودة في الأجسام المضادة IgG المتاحة لدى العيادات".
تقول البروفيسورة صوفيا كاراجيانيس، أستاذة علم المناعة والعلاج المناعي في كلية كينغز كوليدج لندن، والمؤلفة المشاركة في الدراسة "بينما لا نزال في المرحلة المبكرة من التجارب، ستكون خطواتنا التالية هي تقييم الأجسام المضادة IgE على مجموعات أكبر ومختلفة من المرضى، ومواصلة دراسة كيف تكون الأجسام المضادة IgE قادرة على إيقاظ جهاز المناعة لدى المريض لمحاربة أنواع السرطان المختلفة".
وقال الدكتور نايجل بلاكبيرن، مدير مركز البحث لتطوير أدوية السرطان في المملكة المتحدة "نحن فخورون للغاية بأننا لعبنا دورًا محوريًا في إدخال أول جسم مضاد IgE في التجارب السريرية (لعلاج السرطان). الأمر المثير للاهتمام حول الأجسام المضادة IgE هو مشاركتها في دفاع أجسامنا ضد الطفيليات والاستجابة المناعية القوية بشكل خاص التي تثيرها. نأمل أنه من خلال المزيد من التجارب، سنرى أن هذه الأجسام المضادة تستهدف بنجاح الخلايا السرطانية بنفس القوة، مما يفتح خيارًا علاجيًا جديدًا تمامًا للمرضى".
