الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مع ثريدز وأخواتها.. حياتك مكشوفة تماماً

مع ثريدز وأخواتها.. حياتك مكشوفة تماماً
15 يوليو 2023 01:00

لندن (الاتحاد)

مع ازدهار «ثريدز» يحذر الخبراء من الضجة الكبرى المثارة حوله، بسبب مشاكل «ميتا»، الشركة الأم في التعامل مع بيانات المستخدمين ومخترعات وتطبيقات المنافسين.
بالتحديد، تنحصر المخاوف في انتهاكات الخصوصية، واحتمال فشل المشروع. 
بالنسبة للخصوصية، يبدو تاريخ ميتا وزوكربرج غير ناصع البياض.. ففضيحة شركة اناليتيكا ما زالت في الأذهان.. ولم ينس كثيرون بعد كيف أن بيانات ملايين المستخدمين تسربت لمستفيدين لأغراض سياسية وتجارية من دون رغبتهم . يقول كالي شرودر، مستشار الخصوصية العالمي في مركز معلومات الخصوصية الإلكترونية (Epic)، وهي منظمة غير ربحية للخصوصية الرقمية. «لم أر أي دليل على أن Meta تتحلى بالشفافية بشأن ما ستفعله بالبيانات الشخصية الحساسة أو تحدد بوضوح سبب جمعها لتلك البيانات». ويضيف في تقرير نشرته الجارديان للكاتبة جوهانا بهويان: «ترتبط العديد من مخاوف الخصوصية مع Threads بتاريخ Meta فيما يتعلق بممارسات الخصوصية». 
قائمة الممارسات السابقة التي تعطي خبراء مثل شرودر سبباً للقلق طويلة. كما أنها سبق لها جمع البيانات واستخدامها بشكل غير صحيح في الولايات المتحدة، وتم أيضاً تغريمها لجمع البيانات الشخصية الحساسة بأوروبا.
تماماً مثل منصاتها الشقيقة، فيسبوك وإنستغرام، يمكن لـ ثريدز جمع قدر كبير من البيانات عن مستخدميها. وتتلقى تطبيقات Meta أي معلومات يدخلها المستخدمون. 
يمكن أن يشمل ذلك بيانات حساسة مثل معلومات الصحة البدنية والمعلومات المالية والموقع وسجل التصفح، والمشاركات التي يتفاعل معها المستخدمون ومن يتابعونه، والمحتوى الذي تشاهده أو تتفاعل معه وكيفية تفاعلك معه. وتقول «الجارديان» إن الشركة يمكنها أيضاً الوصول إلى موقع GPS والكاميرات والصور ومعلومات IP ونوع الجهاز المستخدم وإشارات الجهاز بما في ذلك «إشارات Bluetooth ونقاط الـ Wi-Fi القريبة والمنارات والأبراج الخلوية».
ومن ثم يمكن لهذه المعلومات مجتمعة أن ترسم خريطة مفصلة ومعقدة للغاية لحياة الناس، لا سيما عند أخذها مع جميع البيانات التي تجمعها «ميتا» بالفعل من خلال فيسبوك وإنستغرام وMeta Pixel.
وMeta Pixel، وهو جزء قصير من التعليمات البرمجية يمكن إضافته إلى مواقع الويب، ويتتبع ويحلل نشاط الزائر، وبعد ذلك تتم مشاركة نسخ مختلفة من تلك البيانات مع Meta. ويقال إن العديد من الصيدليات وسلاسل البقالة تشارك معلومات حساسة مع Meta والمنصات الاجتماعية الأخرى من خلال Pixel بما في ذلك ما إذا كان المستهلكون اشتروا مثلاً دواء لمنع الحمل أو علاج لفيروس نقص المناعة البشرية أو اختبارات الحمل، وفقاً لموقع Markup الإخباري.
وكل هذه البيانات الضخمة تجمعها Meta لهدف واحد.. بيع الإعلانات.
ويحذر خبراء من مدى حساسية البيانات التي تجمعها الشركة، حيث «يمكن أن تشمل الميول الشخصية والعرق والبيانات البيومترية والعضويات النقابية وحالة الحمل والسياسة والمعتقدات الدينية. ويمكن إرسال كل هذه البيانات إلى ثلاثة أطراف».
وتشمل هذه الأطراف الثلاثة المسوقين ووكالات تطبيق القانون، مما يعني أن على الجميع أن يشعر بالقلق «بشأن كمية البيانات التي يمكن أن تحتفظ بها Meta عن الأفراد»، حسبما يقول شرودر من Epic.
ملاحقات قضائية بناء على منشورات فيسبوك
في الولايات المتحدة، واجهت Meta مؤخراً تدقيقاً لجمعها وتوزيعها للبيانات الصحية للمستخدمين التي يمكن استخدامها في الملاحقات القضائية المتعلقة بالإجهاض بعد قرار المحكمة العليا بإصلاح الحماية الفيدرالية من الإجهاض. وفي العام الماضي، اتهمت أم وابنتها بالمساعدة والسعي لإجراء إجهاض غير قانوني في نبراسكا جزئياً بناء على رسائل Facebook التي شاركتها Meta مع الشرطة المحلية. Meta ليست وحدها في جمع بيانات المستخدم ومشاركتها، حيث إن تويتر وتيك توك ومعظم المنصات الاجتماعية الأخرى مذنبة بمستويات مماثلة من جمع المعلومات ومشاركتها. لكن Meta لديها واحدة من أكبر مجموعات التطبيقات المتاحة للمستهلكين، ما يمنحها صورة واضحة عن الحياة اليومية للمستخدمين التي لا يستطيع سوى عدد قليل من الشركات بخلاف Google الوصول إليها، كما يقول الخبراء.
ماسك وزوكربرج.. هل يكرران حرب جوبز وجيتس؟
مثلما غيرت المنافسة بين المبتكر الصربي نيكولا تسلا والمخترع الأميركي توماس أديسون وجه العالم أواخر القرن 19 فيما عرف حينها بـ«حرب التيارات»، غيرت المنافسة بين ستيف جوبز وبيل جيتس العالم أيضاً منذ منتصف الثمانينات.. والآن ها هي منافسة شرسة مماثلة تشتعل أكثر بين عملاقين كبيرين من ذات الحجم، مارك زوكربرج وإيلون ماسك. فهل يمكن للحرب الدائرة بينهما أن ترسم ملامح مستقبل البشرية بطريقة لم يشهدها التاريخ من قبل؟!.
يطرح السؤال نفسه بقوة بعدما انضم أكثر من مئة مليون مستخدم في غضون أيام قليلة إلى تطبيق «ثريدز» الذي أطلقه زوكربرج لينافس تويتر وصاحبه اللدود ماسك. لم تهدأ بعد الضجة التي أثارتها مفاجأة الملياردير الشاب الذي استغل ترنح خصمه تحت مشكلات وتعقيدات كثيرة يواجهها منذ استحواذه على تويتر قبل أشهر، ليوجه ضربته القوية. ولم ينقطع الحديث بعد عبر العالم بشأن الاختلافات والخلافات بين الطرفين، ومزايا وعيوب هذا وذاك، سواء تعلق الأمر بالتطبيق أو صاحبه.
يقول بعض المحللين إن فرص «ثريدز» في البقاء والنجاح كبيرة جداً، لأن المستخدمين في هذا اللحظة تحديداً يريدون وسيطاً جديداً للتواصل، أكثر رصانة بعد كل هذه الدراما التي يثيرها ماسك حول تويتر.
الإقبال الهائل على الاشتراك في التطبيق واستخدامه، منح زوكربرج دفعة ثقة هائلة، خاصة بعدما أخذ البعض يتحدث عنه باعتباره «قاتل تويتر». دفعه ذلك لانتقاد علني نادر وجهه لمنصة خصمه، قائلاً إنها لم تتمكن من الحفاظ على أجواء إيجابية. في المقابل. وعد بالسعي إلى تحقيق تلك الأجواء في «ثريدز» الذي صار في غضون ساعات من إطلاقه، ضمن أكثر الموضوعات شيوعاً وانتشاراً على تويتر نفسها، كما أصبح أفضل تطبيق مجاني على متجر آبل للتطبيقات. لكن لا أحد يعرف كيف سينتهي «صراع الجبابرة»؟.
متلازمة مارك.. شراء المنافسين وتقليدهم ثم القضاء عليهم
كثيرون يقولون إن مارك زوكربرج له تاريخ طويل ومتكرر في عمليات استنساخ وتقليد والاستحواذ على مبتكرات المنافسين.. أي أنه مغرم بالسعي وراء كل شركة جديدة أو تطبيق مبتكر، ما زال في مهده، ليشتريه، ثم يلقي به إلى سلة المهملات أو يدعه يموت ببطء في غضون أشهر قليلة.. حدث ذلك مرات كثيرة من قبل خلال السنوات القليلة الماضية. والقائمة طويلة للغاية.. آخرها «بوليتين» الذي لم يصمد حتى لعامين. لكن يستثنى من ذلك بالطبع نجاحات كبيرة مثل Messenger 
وWhatsApp 
وInstagram.
تقول الصحفية سارة فيشر في موقع أكسيوس إن ثريدز الذي يشبه تويتر يعكس إصرار مارك زوكربرج على مواصلة استراتيجية الاستنساخ والقهر طويلة الأمد التي تتبناها «ميتا»
وتضيف «في معظم الأوقات، فشلت تجارب ميتا المقلدة، لكنّ عدداً صغيراً من الميزات المستنسخة أو المكتسبة التي نجحت، مثل (ريلز) (المستنسخة من تيك توك) و(ستوري) (المقلدة من قصص سناب شات)، قد آتت ثمارها بشكل رائع».
وترى فيشر أن «ميتا» لديها بالفعل تاريخ عميق في إطلاق التطبيقات والميزات التي تحاكي عروض منافسيها، فقط لإغلاقها بعد بضعة أشهر.
وبالفعل استمرت معظم التطبيقات أو الميزات المقلدة التي أطلقتها «ميتا» لفترة أقل من عامين.
وقد جربت الشركة العملاقة كل شيء من تطبيقات المواعدة إلى تطبيقات اللياقة البدنية. كبدتها بعض المنتجات الفاشلة أحياناً خسائر صغيرة، لكن في حالات أخرى كانت خسائرها فادحة مثلما حدث مع تطبيق الألعاب الذي أغلق في 2022 بعد عامين من تشغيله.
وتستخدم السلطات الأميركية هذه الظاهرة في مساعيها لملاحقة ميتا بقضايا مكافحة الاحتكار. ورفعت لجنة التجارة الفيدرالية وعشرات الولايات الأميركية دعاوى قضائية في عام 2020، تتهم «ميتا» التي كانت تسمى آنذاك فيسبوك، بتبني «استراتيجية منهجية» للقضاء على أي تهديد لاحتكارها للسوق، ويشمل ذلك شراء واستنساخ المنافسين لمحاصرتهم والقضاء عليهم. وربما لهذا السبب لم يدخل ثريدز بعد أوروبا، حيث ما زال بانتظار المزيد من التدقيق التنظيمي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©