أحمد شعبان (القاهرة)
«كو باني»، قرية فريدة من نوعها في العالم، تقع في خليج جنوب تايلاند، بالقرب من هضبة وصخرة ضخمة عمودية من الحجر الجيري، القرية عائمة تطفو على سطح خليج ضحل.
أُنشئت القرية في نهاية القرن الثامن عشر، أي قبل 200 سنة، على يد صيّاد يسمى الجد الأكبر «توه بابو» من إندونيسيا، استقر في هذا المكان، وكان في ذلك الوقت لا يُسمح للغرباء بامتلاك أرض في تايلاند، ما دفعه لبناء منزله على مياه الخليج. يعيش في قرية «كو باني» حالياً 360 أسرة، ويبلغ عدد سكانها 2000 نسمة كلهم أحفاد الجد الإندونيسي، ويمارسون مهنة صيد السمك، واللغة السائدة للسكان الأصليين هي الإندونيسية، والبعض الآخر يتحدث التايلاندية.
ويعمل البعض الآخر بقرية «كو باني» في السياحة التي ازدهرت فيها خلال السنين الفائتة، وفي أواخر القرن العشرين، وجد مجتمع القرية أنه من الصعب العيش فقط اعتماداً على الصيد، فاقترح ساعي البريد العامل في القرية دعوة السياح إلى القرية لإفادة السكان.
وتتكون القرية من مئات الأكواخ فوق المياه، وتضم مدرسة ومركزاً صحياً، ومسجداً يرتكز على الصخرة المجاورة، وهو نقطة محورية وملتقى مجتمع القرية، التي تحتوي أيضاً على محال تجارية لبيع البضائع والهدايا والملابس والهدايا التذكارية للسياح، وتضم بعض المطاعم التي تطل على بحر أندامان غرب تايلاند، وتقدم أشهى المأكولات البحرية.
وفي القرية ملعب كرة قدم أسطوري عائم مستوحى من كأس العالم لكرة القدم العام 1986، بناه أطفال القرية من قطع قديمة من الخشب وطوافات الصيد، وقرروا تشكيل فريق كرة قدم والتنافس في بطولة المدارس التايلاندية الجنوبية، ولا يزال الملعب باقياً ويحظى بشعبية كبيرة وعامل جذب سياحي كبير.
وأصبحت القرية وجهة يقصدها السياح من كل مكان لقضاء يوم أو تناول وجبة دسمة من المأكولات البحرية والتجول بين المحلات التجارية والممرات المائية الضيقة التي تقود إلى منازل السكان، أو مشاهدة الحرف اليدوية. وتعد صخرة أو هضبة «كو باني» في تايلاند من أكثر المعالم الطبيعية جذباً في العالم، من السياح والزوار الذين يحرصون على زيارتها والتمتع بالمشهد الغريب والجميل في الوقت نفسه.
وتتميز الصخرة بغابات المانجروف الخضراء والصخور الكلسية، وتنتشر بها مجسمات الحجر الجيري وسط مياهها الفيروزية التي يصل ارتفاعها إلى 20 متراً، وتبلغ مساحة الجزيرة حوالي 21 كلم، ويبلغ عدد زوارها حوالي مئة ألف زائر سنوياً.