محمد نجيم (الرباط)
تواصل المخرجة المغربية أسماء المدير تألقها في المهرجانات السينمائية العالمية والمحلية، بعد حصولها على إحدى أرفع الجوائز في الإخراج، التي يمنحها مهرجان سيدني السينمائي الدولي بأستراليا، عن فيلمها الوثائقي «كذب أبيض»، وشهد المهرجان، الذي اختتم فعالياته 18 يونيو الجاري، مشاركة 90 فيلماً روائياً طويلاً، و54 فيلماً وثائقياً من 67 دولة على مستوى العالم.
وكان فيلم «كذب أبيض» قد نال من قبل في مهرجان «كان السينمائي»، جائزتي أحسن إخراج، والجائزة الذهبية لأفلام «نظرة ما»، مناصفة مع المخرجة التونسية كوثر بن هنية.خلال تسلمها الجائزة في الحفل الختامي للمهرجان، قالت أسماء المدير «إنها سعيدة بهذا التتويج، حيث إن شريطها المتوج بالجائزة أخذ من عمرها عشر سنوات للبحث والغوص في حكايات وأحداث إنسانية قريبة من الواقع».
ويروي الفيلم قصة واقعية عن عودة المخرجة إلى منزل والديها بمدينة الدار البيضاء لمساعدتهما في الانتقال إلى منزل آخر، لتجد صورة قديمة لأطفال يبتسمون في ساحة مدرسة، من بينهم فتاة صغيرة تنظر إلى الكاميرا بخجل، وهي الصورة الوحيدة للمخرجة ذاتها في طفولتها، لكنها مقتنعة بأنها ليست الطفلة الموجودة في الصورة، ثم تنتقل المدير عبر كاميرتها من هذا الحدث الحميمي إلى حدث اجتماعي وسياسي مؤلم مرتبط بأحداث دامية عاشتها مدينة الدار البيضاء في يونيو 1981.
وتشير المدير، قائلة «أظن أننا، نحن جيل التسعينيات عشنا أجمل عصر، إذ لم تغز التكنولوجيا بيوتنا، فكان لنا حيز كبير للتمعن في ما يحصل حولنا والتفاعل معه وجعل الذاكرة تخزن أشياء مرئية، وأظن أن الفيلم كذلك، فهو رجوع إلى أشياء بسيطة عائلية وجعلها منطلقاً للحديث عن أشياء أعمق، لنعود إلى الذاكرة ونصنع الحاضر، فمن المهم أن تكون لنا ذاكرة وأن نفخر بأحداثها مهما كانت نتيجتها، ونفخر أيضاً بأن لدينا ماضياً».