حسونة الطيب (أبوظبي)
يعتبر سوق «ليه بوسيس دي سان أوين»، في العاصمة الفرنسية باريس، أكبر تجمع لتجار التحف والسلع المستعملة في العالم، حيث يزخر بالكنوز العتيقة والفريدة، ويغطي مساحة تصل إلى 17 فداناً، ويستقبل زواراً يتراوح عددهم بين 120 و180 ألفاً كل نهاية أسبوع، وما يزيد على 5 ملايين سنوياً.
ويوفر السوق، التحف والتسجيلات القديمة الساحرة والكتب والقطع العتيقة الثمينة، كما يعتبر واحداً من أفضل مناطق الجذب السياحي في باريس، ويتكون من 14 سوقاً فرعياً، تعرض جميعها منتجات تحكي قصص حقب زمنية متباينة، حيث من الممكن للزائر الحصول على كل شيء من الصحون إلى كراسي الجلوس والملابس العتيقة، فضلاً عن المطاعم الراقية.
ويمكن العثور في سوق «ليه بوسيس»، على كل شيء، بدءاً من قطع الأثاث الأثرية ذات الجودة العالية التي يعود تاريخها للقرن السابع عشر وثريات الكريستال والمرايا المذهبة من القرن الثامن عشر، إلى أحذية شانيل القديمة، من المحال العالمية المشهورة مثل حقائب بيركين من هيرميس، وساعات الجيب الذهبية النادرة من فيليب باتيك، إلى قطع الآرت ديكو من الثلاثينيات وسترات جلدية أميركية من الستينيات.
ومع أن السوق الذي يجمع بين طابعي المدنية والقروية، يندرج تحت قائمة أسواق السلع الرخيصة والمستعملة، إلا أنه وبحكم وقوعه في باريس، عاصمة الموضة والجمال، فمن الطبيعي أن تكون أسواقها ذات قيمة وأسعار أعلى بالمقارنة مع غيرها، ويعمل في السوق نحو 14 ألفاً من بائعي القطع الأثرية، موزعين على أكثر من ألفي منفذ بيع.
خردة
بدأ «ليه بوسيس» سوقاً لخردة الحديد في أيام الأحد من كل أسبوع في الفترة بين 1880 إلى 1890، لكنه استهل نشاطه الحقيقي في عام 1885 بعدد 130 تاجراً فقط، وارتفع العدد في الوقت الحالي إلى أكثر من 1700 تاجر. وفي عام 1920، تم تركيب أكشاك جاهزة في السوق بغرض تأجيرها للتجار، ليبرز كأول سوق مغطى في فرنسا، وفي عام 2001، تم الإعلان رسمياً أن السوق منطقة لحماية التراث المعماري والعمراني والمناظر الطبيعية، نظراً للأجواء الخاصة التي يتميز بها.