عدد اليوم
أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تساعد في حماية الأمهات من مرض السكري من النوع 2 في السنوات اللاحقة من خلال تحسين عدد الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس وزيادة حساسية الأنسولين.
جاء ذلك في دراسة أجريت على الفئران وقدمت، اليوم الخميس، خلال الاجتماع السنوي لجمعية طب الغدد الصماء في مدينة شيكاغو.
أظهرت العديد من الدراسات السابقة، التي أجريت على النساء، أن الرضاعة الطبيعية المطولة تقلل من خطر إصابة الأم بمرض السكري من النوع 2 على مدى الحياة. لكن السبب في ذلك غير معروف، كما قالت الباحثة الرئيسية جولي هينز من جامعة ييل في مدينة نيو هافن، بولاية كونيتيكت.
صمم الباحثون الدراسة لمقارنة التأثيرات الأيضية للرضاعة الطبيعية مقابل عدم الرضاعة الطبيعية، ودراسة التغيرات في التمثيل الغذائي الناتجة عن الرضاعة.
درسوا الفئران التي حملت ووضعت صغارها وقسموها إلى مجموعتين: إحداهما أرضعت صغارها رضاعة طبيعية والثانية أخذ منها صغارها بعد الولادة مباشرة. ثم تمت دراسة الفئران في المجموعة المرضعة بعد شهر من الفطام وقورنت بالفئران المتطابقة في العمر التي أنجبت لكنها لم ترضع صغارها.
وجدت الدراسة أن الفئران غير المرضعة والفئران المرضعة لها أوزان جسم متشابهة بشكل عام. ومع ذلك، كانت لدى الفئران غير المرضعة زيادة على وجه التحديد في نوع من الدهون النشطة الأيضية المماثلة للدهون الحشوية في البشر التي هي معروفة بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري.
كان لدى الفئران التي لم ترضع عدد أقل من الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس. وجود عدد أقل من هذه الخلايا يعني أن الجسم لديه احتياطي أقل من إنتاج الأنسولين، مما قد يساهم في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري. كما أن الفئران التي لم ترضع لديها مقاومة أكبر للأنسولين، والتي تحدث عندما لا تستجيب الخلايا في العضلات والدهون والكبد كما ينبغي للأنسولين. بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إجهاد الخلايا المنتجة للأنسولين، مما يؤدي إلى فشلها وبالتالي، إلى الإصابة بمرض السكري.
وقالت الدكتورة هينز "غالبا ما يفترض أن الرضاعة تؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري لأنها ترتبط بفقدان الوزن، مما يحسن عملية التمثيل الغذائي. ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات، التي أجريت على النساء، أن هذا التأثير الوقائي مستقل عن فقدان الوزن. كما تؤكد دراستنا على الفئران هذه النتائج وتشير إلى أن التأثير الوقائي للرضاعة الطبيعية قد يكون مرتبطا بتأثيرات زيادة احتياطيات الخلايا المنتجة للأنسولين وتقليل مقاومة الجسم بالكامل لتأثيرات الأنسولين".
