لكبيرة التونسي (أبوظبي)
شغف المهندس سالم عبدالله الكعبي بالفن، سيطر على اهتماماته ومساره المهني، ودفعه إلى ابتكار أفكار وأعمال فنية دمج فيها بين الفن والعلم عبر فن «بيو آرت»، طوّر من نفسه واجتهد لسنوات حتى بدأ في حصد ثمار تعبه.
الكعبي، مهندس معالجة وصيانة مع مرتبة الشرف، وفنان تشكيلي ومبتكر، فقد نجح في صنع الحبر من مواد طبيعية، ليستخدمه خطاطون ورسامون، كما ابتكر طريقة لتلوين الأثاث عبر الأمطار الحمضية، وصنع الجلد الطبيعي من المشروم، كبديل للجلود المنتجة من الحيوانات، والتي تعد أفضل حالاً من حيث الاستدامة البيئية، كما ابتكر عدة منتجات أخرى صديقة للبيئة مثل «الشواروفسكي» الطبيعي الذي يستزرعه في أحواض مائية معقمة، لاستخلاص معطر جو أكثر نقاءً، موضحاً أن التحول في المعايير البيئية بات ضرورياً في وقتنا الحالي، لافتاً إلى أنه وبمناسبة «عام الاستدامة» عكف على ابتكار الكثير من المنتجات الصديقة للبيئة، وفقاً للمعايير العالمية.
فن مستدام
وحصل الكعبي على العديد من الجوائز العالمية، حيث عمل لمدة 7 سنوات في مجال الاستدامة، ووعياً منه بأهمية البيئة فقد كان يحول الأفكار الكيميائية إلى منتجات طبيعية، ومن ضمن الجوائز التي حصل عليها «إم أي تي ريفيو العربية للتكنولوجيا»، ضمن مبتكرون دون 35 عاماً، والتي تهدف إلى تكريم المبتكرين والمبتكرات ذوي الخبرات التقنية ممن قدموا ابتكارات أو دراسات من شأنها أن تغير الطريقة التي يعيش بها البشر نحو الأفضل، لتحدث نقلة نوعية حول العالم، كما حصل على جائزة «كلوبال إنرجي العالمية لعام 2020»، وهي جائزة عالمية من أستراليا، وحاز أيضاً العديد من القلادات الذهبية والفضية في معارض خاصة بمجال الابتكار، وشارك في الكثير من المعارض داخل الدولة وخارجها، كمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب.
جلد المشروم
ويعكف الكعبي على البحث والابتكار والإبداع، من أجل عالم مستدام، لصناعة منتجات تعين الناس على الحياة من دون أن يضر بمكونات البيئة وبالطبيعة من حولهم، فاهتدى إلى طريقة صنع الجلد من المشروم كبديل عن الجلد الطبيعي، واستخدامه مثلاً كأغلفة للكتب، كما يدخل في صناعة الأحذية وبعض الديكورات الأخرى كالأباجورات، كما يعمل على استزراع «الكريستال»، ضمن محلول كميائي يشبه المفاعل الحيوي ويتحول الى «شوارفسكي» عبر حوض يعزل ثاني أوكسيد الكربون عن الأكسجين، ثم يضيف إليه الزيوت العطرية مما يعطي عطر هواء نقي وصاف.
فطر نباتي
وحسب مقال نُشر على موقع «ذا كونفرسيشن» (The Conversation) في سبتمبر2020، يُعتبر جلد الفطر النباتي جلداً صناعياً كبديل للجلد الطبيعي، وتستفيد هذه التقنيات من الغزل الفطري، فعندما يزرع الغزل الفطري على نشارة الخشب أو النفايات الزراعية، فإنها تشكل حصيرة سميكة يمكن معالجتها بعد ذلك لتشبه الجلد، ضمن عملية بسيطة للغاية، ويمكن إتمامها بأقل المعدات والموارد بواسطة حرفيين، ليبدو المنتج النهائي وكأنه جلد حيواني، له مواصفات مماثلة.
تناغم
قال المهندس والفنان التشكيلي سالم الكعبي، إنه يعتمد طريقة حديثة في تشكيل لوحاته عبر «الفن الحيوي»، مؤكدا أن هذا الفن يعد أحد المجالات الحديثة التي تعبر عن قمة التناغم بين الفنون التشكيلية والعلوم الحيوية، ويُعد الفن الحيوي ممارسة فنية تستخدم الأنسجة الحية، ووسائط البكتريا، والعلوم الوراثية، والعمليات الحيوية كأدوات فنية بديلة عن الريشة والألوان.
«بايو آرت»
يعتمد الكعبي في ابتكاره على مايطلق عليه «بايو آرت»، وبما أن دولة الإمارات ستنظم قمة المناخ (COP28)، فقد قرر المشاركة بأعمال فنية مستدامة ومنها عمل تركيبي لتلوين الأثاث بمياه الأمطار الحمضية عبر تفاعلات كيميائية وتلقائية، تعتمد على وضع مجموعة من الأعمال في مكان واحد وبنفس الطريقة، لتعطيه أعمالًا مختلفة ومتفردة وغير مكررة في ألوانها وأشكالها الهندسية.