لكبيرة التونسي (أبوظبي)
المواد البلاستيكية، الحفاظ على المياه العذبة من الهدر، التغيرات التي يتعرض لها كوكب الأرض، وغيرها من القضايا الشائكة، كانت محور مسابقة «الخطابة البيئية» في دورتها الـ 23، التي نظمتها مجموعة عمل الإمارات للبيئة، وأبدع فيها طلاب مدارس الإمارات، الذين توصلوا إلى حلول عملية لمختلف موضوعات وقضايا البيئة.
تهدف المسابقة، المعتمدة باللغة العربية والإنجليزية، والتي شارك فيها أكثر من 530 طالباً، إلى جمع الشباب من المدارس الخاصة والحكومية بالدولة، وتشجيعهم على مشاركة آرائهم واهتماماتهم والحلول المقترحة بشأن القضايا البيئية الملحة التي تهدد الكوكب، وضمت المسابقة فئتين: المرحلة الإعدادية من 13 إلى 15 عاماً، والمرحلة الثانوية، بين 16 و18 عاماً.
تطبيق ذكي
من أهم الموضوعات الفائزة، يأتي «اللدائن الدقيقة الموجودة في كل مكان.. الوباء غير المرئي»، وحاز المركز الأول، وقدمته المدرسة الفلبينية، بدبي، وفيه تناول الطلاب مخاطر المواد البلاستيكية الدقيقة ومدى أضرارها بجسم الإنسان، مؤكدين على أهمية تدوير البلاستيك وإعادة استخدامه، حيث إن الكمية التي يتم تدويرها منه، لا تتجاوز 9% فقط، والباقي يجد طريقه إلى مكب النفايات، وقد توصل الطلاب إلى حل مثير للاهتمام لمعالجة هذه المشكلة، عبر تطبيق ذكي يوضح كيفية استخدام الناس للبلاستيك وكمياته، والجهود التي يبذلها الجميع لتقليل تأثيره، ويشتمل التطبيق أيضاً على نظام مكافآت يسمح لمستخدميه بشراء بعض المنتجات التي يختارونها مقابل ما يبذلونه من جهد في هذا الاتجاه.
مياه عذبة
وتطرقت أكاديمية دبي الدولية، تلال الإمارات، إلى إشكالية هدر ونضوب المياه العذبة، حيث تحدث الطلاب عن أهمية المياه وكيف يمكن أن يؤدي نضوبها إلى تلف المحاصيل وانتشار الجفاف والمجاعات، نتيجة خلل النظم البيئية، وتشمل الأسباب الجذرية لنضوبها ارتفاع الطلب بسبب الزيادة السكانية، وتعرض المياه للتلوث نتيجة إلقاء المواد الضارة، وإهدار المياه لأسباب وظروف مناخية، وقد أجرى الطلاب أبحاثهم من خلال إجراء مقابلات مع اختصاصيين من خلفيات مختلفة حول آثار استنزاف المياه العذبة على البشر والبيئة، كما تناولوا الحلول التي يتم استخدامها حالياً مثل الاستمطار وتحلية المياه وتقنيات الحفاظ على المياه المنزلية، كما توصل الطلاب إلى حلول علمية أقل تكلفة لإنتاج كمية أكبر من المياه المحلاة لاستخدامها في الأغراض المنزلية والصناعية كبديل للمياه العذبة.
حلول مستدامة
أما الدراسة بعنوان (أسرار السكان الأصليين: «إطلاق العنان للجهود المحلية من أجل التغيير المستدام») والتي فازت بها مدرسة الثانوية الورقاء في دبي، فقد تناولت كيفية ظهور انبعاثات الكربون من البنية التحتية والمناطق السكنية، الذي يمثل ما يقرب من 79% من إجمالي انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى مشكلات رئيسة مثل السماء البرتقالية والمباني المحترقة، وقد أكد الطلاب أهمية استخدام الموارد المناسبة من أجل التوصل إلى حلول مستدامة، كاستبدال مواد البناء الحالية بمواد صديقة للبيئة، والتوصل إلى مشاريع حضرية مبتكرة وتغيير الأساليب المعمارية الحالية، لتكون أكثر استدامة.
تنوع بيولوجي
وسلطت المدرسة الفلبينية بدبي، الضوء على موضوع «وصول كوكب الأرض إلى نقطة اللاعودة: استجابتنا لذلك التحدي»، حيث ناقش الطلاب كيفية مواجهة كوكب الأرض حالياً لقضايا بيئية رئيسة مثل فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ والتلوث، وأهمية العثور على حلول مبتكرة ومستدامة، مشددين على ضرورة التوعية، وإلهام الشباب من أجل مستقبل أفضل، وتعاون البلدان في مختلف أنحاء العالم، خاصة دول العالم الثالث، لتحسين البيئة وإطلاق العنان لإمكاناتهم.
ترسيخ الوعي
قالت حبيبة المرعشي، العضو المؤسس ورئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة: «كانت مسابقة الخطابة البيئية بين المدارس أول برنامج تعليمي بيئي يتم طرحه في الإمارات، لحشد المجتمع الطلابي وترسيخ الوعي البيئي في نفوسهم، موضحة أن المسابقة حققت نجاحاً مذهلاً، حيث يشارك طلبة المدارس في جميع أنحاء الدولة ومن مناهج مختلفة في المسابقة كل عام، باعتبارها منبراً للطلاب للتعبير عن آرائهم وأفكارهم حول القضايا البيئية المعاصرة، وكوسيلة لتعزيز التنمية المستدامة من خلال تشجيع الطلاب على التوصل إلى حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات البيئية، علاوة على ذلك، ساعدت على تشكيل مواقف وسلوك جيل الشباب تجاه الاستدامة البيئية، وكان لها دور فعال في تعزيز المسؤولية البيئية وتبني الممارسات المستدامة في الدولة».