عدد اليوم
خولة علي (دبي)
بعد أن أيقنت مدى خطورة وأضرار البلاستيك ذي الاستخدام الواحد على البيئة والإنسان، اتخذت عليا البلوشي، طالبة جامعية وناشطة بيئية، قراراً بأن تقوم بخطوة جدية للتوقف عن استخدام البلاستيك تدريجياً وابتكار بدائل صديقة للبيئة لحمايتها من التلوث الذي قد يفتك بها، إذا لم يتكاتف المجتمع لمجابهة هذا الخطر، لذا حملت على عاتقها مسؤولية نشر الوعي البيئي بين النشء من خلال برامج وأنشطة وممارسات بسيطة لنمط الحياة اليومي، ومشاركتها لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتحصد متابعين ومهتمين على مستوى الوطن العربي، بكيفية الحفاظ على البيئة باستخدام مواد مستدامة.
شغف بعلوم البيئة
رغم أن عليا البلوشي طالبة جامعة ومتخصصة فنون مرئية ورسامة وعازفة بيانو، إلا أنها شغوفة بعلوم البيئة وكل ما يتعلق بها من تربة ونباتات، وكل ما يلحق بها من أضرار، ومهتمة بالبحث المستمر عن كل ما يخص البيئة على موقع «اليوتيوب»، قائلة «كثيراً ما تثير البيئة فضولي منذ الصغر وبالأخص في حصة نشاط الزراعة بالمدرسة، وعلى أثر ذلك الشغف بحثت طويلاً عن مواضيع ودراسات تخص البيئة سواء من مصادرالكتب أو من المواقع الإلكترونية على الإنترنت، خاصة الفيديوهات التي يمكن مشاهدتها على «اليوتيوب»، وكل ذلك أسهم في النظر بدقة وعمق أكثر في تفاصيل جوهرية عن البيئة، وخطر سلوك الأفراد السلبية عليها.
نفايات بلاستيكية
وتضيف البلوشي أن ما لفت انتباهها كان هناك فيديو يستعرض مدى خطورة النفايات البلاستيكية ذي الاستخدام الواحد على كوكب الأرض والحياة البيولوجية وعلى البشرية، وهذه النفايات غير قابلة للتحلل، إنما تتجزأ إلى أجزاء صغيرة مع مرور الزمن وتسمى بـ«المايكرو بلاستيك» وهذه الجزيئات تنتشرعبر الهواء مما تؤدي إلى تلوث بيئي وأمراض مزمنة مثل أمراض الجهاز التنفسي وغيرها.
متجر صديق للبيئة
قررت عليا البلوشي أن تقف بحزم أكثر أمام هذه القضية الخطيرة، واستطاعت الاطلاع على أساليب حماية البيئة باستخدام مواد مستدامة بديلة لتقليل المخاطر، وسعت على نشر فنيات التعامل مع البيئة من خلال محتوى إلكتروني تقدمه على منصتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما قدمت ورشاً في ناشئة الشارقة للشباب خاصة بالتوعية البيئية وتحقيق نمط الحياة المستدام، كالزراعة المنزلية وصناعة مستحضرات التجميل من مواد طبيعية، وذلك من خلال فتح متجر إلكتروني صديق للبيئة، يوفر أدوات ومنتجات صديقة للبيئة.
100 ألف متابع
نجحت البلوشي في الوصول إلى ما يقارب 100 ألف متابع، لتلهمهم طرق الحصول على بدائل صديقة للبيئة، ويسهموا بدورهم في نقل المعرفة لأسرهم ومجتمعهم، لتتسع دائرة المسؤولية البيئية، كما شاركت في حوارات بيئية حول مخاطر مواد البلاستيك ذات الاستخدام الواحد، من خلال الحوار البيئي الشبابي، وبالتعاون مع هيئة البيئة - أبوظبي والجامعات المستدامة، أيضاً قدمت ورشة عمل للطلاب بالتعاون مع مكتبات الشارقة وهيئة الشارقة للشباب، حول كيفية صناعة السماد العضوي في المنزل من مخلفات بقايا الطعام المنزلية.
أهمية غرس الوعي
من التحديات التي واجهت عليا البلوشي، عدم تقبل الناس لفكرة التخلي عن البلاستيك ذي الاستخدام الواحد، نظراً لعدم وجود وعي كاف عن المخاطر التي قد يسببها على البيئة وعلى الإنسان، مما يتطلب البدء في غرس الوعي بين طلبة المدارس من خلال تنظيم ورش وأنشطة لتوعية الصغار بخطورة البلاستيك، وحثهم على استخدام بدائل صديقة للبيئة.
