ستوكهولم (الاتحاد)
ضجة هائلة فجرها الملحن المصري عمرو مصطفى قبل أيام، عندما أعلن أنه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، سيجعل الراحلة الكبيرة كوكب الشرق أم كلثوم تغني بصوتها واحدة من أحدث مؤلفاته الموسيقية.. صحيفة يومية سويدية قررت أن تفعل العكس.. تستغل الذكاء الاصطناعي لتحويل القصص الإخبارية الجادة إلى أغاني راب من أجل عيون الشباب صغير السن الواقع في غرام الترفيه والسوشيال ميديا.
حيلة جديدة لجأت إليها - على غرابتها - صحيفة افتونبلاديت السويسرية، وفوجئت بنتائج لم تتوقعها. أقبل الشباب على تلك القصص الإخبارية الملحنة التي حققت انتشاراً فريداً.
يقول مارتن شوري نائب رئيس تحرير الصحيفة اليومية إن إدارة التحرير تأمل في «إثارة النقاش» والتواصل مع الأجيال الشابة عبر الدمج بين الأخبار وموسيقى الراب وإمكانيات الذكاء الاصطناعي، لكنه اعترف بأن التجربة «مجنونة إلى حد ما».
أطلقت «افتونبلاديت» التي تعد من أكبر الصحف اليومية في السويد، التجربة بناء على اقتراح من مجموعة شبابية.
حدث ذلك، في الخريف الماضي، عندما جمعت الشركة الأم المالكة للصحيفة والمؤسسة غير الربحية التي تسيطر عليها، «تينيوس ترست، عشرة شباب من عدة مدن، بهدف» فهم التحديات التي تواجهها وسائل الإعلام التقليدية في الوصول إلى المجموعات السكانية التي تتجنب الأخبار بشكل متزايد»، حسبما ذكر موقع برس جازيت البريطاني.
اقترحت المجموعة المكلفة بتطوير أفكار المنتجات «التي يمكن أن تجعل المزيد من الشباب يثقون في وسائل الإعلام التحريرية»، المقالات الموسيقية كحل جديد لإثارة اهتمام الشباب.
وفي الأسبوع الماضي، اختبرت الصحيفة الفكرة على موقعها على الإنترنت مع حوالي 1000 مستخدم تقل أعمارهم عن 36 عاما. اختار محررو الصحيفة مجموعة من القصص ثم أدخلوها في خدمة الذكاء الاصطناعي التي كلفت بتلخيصها كأغنية.
قدمت الصحيفة خيارين لتقديم الأخبار كموسيقى للمستهلكين الشباب، حيث يمكن تجربة القصص إما كموسيقى «راب» أو باعتبارها «نصوص إخبارية ملخصة في إيقاع موسيقى باستخدام الذكاء الاصطناعي». وقالت الصحيفة إن ما يقرب من نصف المستخدمين اختاروا الاستماع باستخدام الخيارين.
ولا تقدم الصحيفة خدمة تحويل المقالات إلى أغان راب على موقعها على الإنترنت كمسألة طبيعية حتمية، وليس لديها خطط لذلك. ولكنها الآن تستخدم الذكاء الاصطناعي في كتابة تعليقات مقاطع الفيديو ونسخ المقابلات، كما تعمل حاليا على تطوير أدوات أخرى«لتسهيل عمل الصحفيين».
7 ساعات يومياً يمضيها الجيل Z في مطالعة الشاشات الذكية
وقد عينت الصحيفة رئيس تحرير لقطاع الفيديو والذكاء الاصطناعي للاستفادة من التقنيات الجديدة.
وقال نائب رئيس التحرير مارتن شوري لصحيفة برس جازيت:«وراء هذا الشيء المزعج إلى حد ما سؤال خطير: أن الشباب لا يقدرون كيف نقدم كصناعة محتوانا الإخباري».
وتابع «نحن نفعل ذلك لأن صناعة الإعلام تحتاج إلى تحد جاد.. كل استطلاعات الرأي تظهر أن الشباب يحبون الأخبار لكن ليس بالطريقة التي نقدمها لهم».
وأضاف: «تقديم الأخبار كموسيقى مثال على كيفية القيام بالأشياء في المستقبل. قد لا يكون هذا هو المستقبل بالضبط، ولكن من الواضح أننا بحاجة إلى المحاولة، وتحدي القواعد القديمة، والاستماع لمستهلكي الأخبار في المستقبل».
وأشارت دراسة نوعية لمعهد رويترز نشرت في أكتوبر الماضي إلى أن الشباب ليسوا أقل اهتماماً بالأخبار من كبار السن لكنهم أكثر عرضة للتفاعل مع الأخبار عبر مجموعة متنوعة من العلامات التجارية والأشكال والكثير منها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال شوري:«ليس من المستحيل أن نجري المزيد من التجارب. لكنني لا أعتقد بالضرورة أن هذه الخدمة هي المستقبل، بل أردنا إثارة نقاش حول كيف إننا كصحفيين نحتاج إلى تحدي طرقنا في تقديم الأخبار».