تامر عبد الحميد (أبوظبي)
ماذا يحتاج المخرج الإماراتي ليكون خياره الأول للدراما المحلية؟.. سؤال أجاب عنه مجموعة من صناع الدراما من منتجين وممثلين لـ«الاتحاد»، مشددين على ضرورة الحضور القوي للمخرج الإماراتي في الأعمال الدرامية، التي يتم إنتاجها على الشاشات المحلية، منوهين إلى أنه لن يتم هذا الأمر إلا بالدعم والثقة واكتشاف مواهب جديدة في هذا القطاع لإثراء المشهد الدرامي.
واعتبر الممثل والمنتج حبيب غلوم أن الاستعانة بالخبرات الفنية العربية في مجال الإخراج من مصر وسوريا ولبنان، أمر مهم لإثراء الحركة الإبداعية في الإمارات، كما تسهم في كسب الخبرات والاستفادة من ثقافات الآخر. وأكد أن المخرج الإماراتي هو الأقدر على تصوير الأعمال المحلية وخصوصاً التراثية منها، لأن المخرج غير الإماراتي لن يستطيع الإلمام بالمفردات التراثية المحلية كما المخرج الإماراتي.
حضور خجول
وأوضح غلوم أن الحضور الخجول للمخرج الإماراتي، يعود إلى أسباب عدة منها عدم إتاحة الفرص وضعف الأجر، منوهاً إلى أنه لا يوجد في الساحة إلا عدد قليل من المخرجين الدراميين في التلفزيون، بينهم عمر إبراهيم ونهلة الفهد، وراكان الذي يضع تركيزه على السينما بشكل أكبر، لذا من الضروري دمج المواهب الجديدة في هذا المجال، وإشراكهم بشكل عملي في الأعمال الدرامية التي يتم تصويرها لاكتساب الخبرات اللازمة.
عناصر واعدة
من ناحيته، تحدث المنتج سلطان النيادي، عن اهتمامه بدعم المواهب الجديدة في مجالات فنية مختلفة، مثلما تعاون مع راكان لإخراج مسلسل «البشارة»، وياسر النيادي في «ص.ب 1003» الذي تولى إخراج مشاهد العمل في لندن، لافتاً إلى أن المخرج الإماراتي هو الأقدر على الإلمام بطبيعة الحياة الإماراتية واللهجة والعادات والتقاليد التي تؤهله ليكون خياراً رئيساً للأعمال الإماراتية، موضحاً أن ذلك الأمر يتحقق بتكاتف المنتجين، ودعم القنوات المحلية والحرص على منح الفرصة للمخرج الإماراتي.
وقال النيادي إن توفير مشاريع فنية تجمع صناع الدراما المحليين في أعمال مشتركة، مثل تنفيذ مسلسلات قصيرة، يمثل فرصة مهمة للمخرجين الدراميين والسينمائيين لدخول هذا المجال بقوة، خارج ضغوط الموسم الدرامي الرمضاني، لكي يكتسب المزيد من الخبرات ويتحمل ظروف الإخراج الدرامي بتعاون مختلف الأطراف.
مخرج متمرس
تقبُّل طبيعة الإخراج الدرامي التلفزيوني من أهم الأسباب التي يحقق من خلالها المخرج النجاح المطلوب لعمله، بحسب ما أكده الممثل مرعي الحليان. وقال: لدنيا العديد من المخرجين المتميزين في الأفلام الطويلة أو القصيرة، نجحوا في لفت الأنظار وحصد الجوائز من مهرجانات محلية وعربية ودولية. وتأتي الإشكالية في عدم استطاعتهم خوض تجربة إخراج تلفزيوني، نتيجة لعدد مشاهده الكثيرة، وضغوطات التصوير اليومية، وعامل الوقت أيضاً، حيث يرتبط المخرج بوقت محدد لتسليم العمل.
كل هذه العناصر تحتاج إلى مخرج متمرس في هذا المجال، لذا فإنه من الضروري البحث عن مخرجين لديهم القدرة على الدخول في الإخراج التلفزيوني، وتوفير الدعم لهم ومنحهم الثقة في تطويع إبداعاتهم على الشاشة الفضية، مثلما فعل المخرج عمر إبراهيم ونقل خبرته السينمائية إلى الأعمال الدرامية التلفزيونية، وحقق نجاحاً في عدد من المسلسلات، وكان آخرها «أهل الدار».
إنتاج غزير
أوضح المنتج والممثل أحمد الجسمي أن الاستمرارية في الإنتاج الغزير للدراما المحلية، تسهم في الحضور القوي والمستمر لفنيي القطاع، من مدير إنتاج ومساعد إنتاج ومدير موقع ومساعد مخرج ومخرج.
فتزايد معدل الإنتاج في الدراما يعمل على إظهار فئات مختلفة من الفنيين، وباعتبارنا منتجين فنحن بحاجة إلى كتاب ومخرجين مبدعين لكي ننفذ أعمالاً قوية تحقق التميز في المواسم الدرامية المختلفة وليس في السباق الرمضاني فقط، مشدداً على ضرورة الاهتمام بحضور المخرج المحلي في الدراما الإماراتية، خصوصاً أن هناك نماذج حققت نجاحاً لافتاً.