اكتشف باحثون في مركز "روجل" للسرطان التابع لجامعة ميشيغان مصدرا جديدا للغذاء تستخدمه خلايا سرطان البنكرياس للنمو، ما يفتح مسارات جديدة للعلاج.
تظهر نتائج البحث، التي نشرت في مجلة "نيتشر"، أن الخلايا السرطانية يمكن أن تتكيف عندما لا تتمكن من الوصول إلى الجلوكوز. حدد الباحثون سابقا العناصر الغذائية الأخرى التي تعمل كمصادر وقود لسرطان البنكرياس. لكن الدراسة الحالية تضيف جزيء "اليوريدين" إلى تلك اللائحة.
تحتوي أورام البنكرياس على عدد قليل من الأوعية الدموية العاملة ولا يمكنها الوصول بسهولة إلى العناصر الغذائية التي تأتي من مجرى الدم، مثل الجلوكوز.
أوضح الدكتور كوستاس ليسيوتيس، أستاذ أبحاث في علم الأورام والباحث الرئيسي في الدراسة، أنه بدون العناصر الغذائية الصحيحة، تشعر الخلايا السرطانية بالجوع، مضيفا "نعلم أنها لا تزال تنمو ولكن ما الذي تستخدمه لتنمو؟". ويؤكد ليسيوتيس "تظهر هذه النتائج أنه في ظل ظروف معينة، يعتبر اليوريدين أحد أنواع الوقود تلك".
وردا على سؤال حول التأثير، قال الدكتور زيريبي نوسو، أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة، إن "قدرة السرطان على التحول إلى العناصر الغذائية البديلة قد فتنتني لفترة طويلة. قد يؤدي حظر مثل هذه المصادر البديلة إلى علاجات جديدة. وهذا هو الباب الذي نأمل أن تفتحه هذه الدراسة".
يوجد اليوريدين في البيئة المكروية للورم، لكن مصدره الدقيق، وكيفية وصول الخلايا السرطانية إليه، يظل لغزا. يقول ليسيوتيس "جزء من الصورة هو في مجرى الدم، لكننا لا نعرف من أين يأتي (اليوريدين) على وجه التحديد. من المحتمل أنه يأتي من أماكن متعددة. وحتى الآن، لم نتمكن من ربطه بمصدر واحد".
يمكن أن تكون الأحداث، التي يشير إليها ليسيوتيس على أنها "أوقات الأزمات"، أي عندما لا تجد الخلايا ما يكفي من العناصر الغذائية بسبب محدودية الوصول إلى الدم و/أو المنافسة الشديدة بين الخلايا، دليلا على سبب ومكان تحول الخلايا إلى اليوريدين.
يقول مات وارد، مؤلف أول مشارك آخر في الدراسة "يبدو أن الخلايا السرطانية تستشعر تركيزات الجلوكوز واليوريدين في البيئة المحلية لتتكيف".
استخدم فريق البحث تقنية تقوم بفحص مئات العناصر الغذائية المختلفة لمعرفة أي منها يدعم نمو سرطان البنكرياس. عادة، ينظر الباحثون إلى العناصر الغذائية القياسية مثل السكر والبروتين والدهون، لكن فريق ليسيوتيس اتخذ نهجا غير متحيز.
وأوضح "استخدمنا خلايا البنكرياس وحوالي 200 عنصر غذائي مختلف لتقييم الطرق المختلفة لنمو تلك الخلايا. قادتنا هذه الطريقة إلى اكتشاف اليوريدين".
تقدم هذه الطريقة رؤية علاجية أيضا. وأظهرت النتائج أن اليوريدين يتم استقلابه بواسطة إنزيم اليوريدين فوشوريلاز (enzyme uridine phoshorylase-1, or UPP1). وكان لتعطيل هذا الإنزيم (UPP1) تأثير كبير على نمو أورام البنكرياس لدى الفئران، وهي نتائج تشير إلى أهمية اختبار الأدوية التي تعطل اليوريدين كخيارات علاج جديدة ممكنة لأورام البكرياس.
وقال ساداناندام، المؤلف المشارك في الدراسة "هناك إمكانية لفهم وعلاج سرطان البنكرياس بشكل أفضل بأهداف دوائية جديدة وأساليب علاجية جديدة".
وتبقى هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد أفضل طريقة لنقل هذا الاكتشاف إلى العيادة.