خولة علي (دبي)
رغبة في تشجيع أفراد المجتمع على تأسيس مزارعهم المنزلية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل العضوية النقية والخالية من المبيدات والمواد الكيميائية، سعت إيمان المري إلى نشر ثقافة الزراعة المنزلية العضوية، ضمن خطوة لتثقيف وتوعية أفراد المجتمع عبر ورش عملية ومعلومات ثرية تكون بداية لهم للولوج إلى عالم الزراعة وتحقيق الاستدامة التي تسعى إليها الدولة لتحقيق الأمن الغذائي.
تجاوز الإخفاقات
انطلقت إيمان المري في عالم الزراعة العضوية منذ طفولتها، عندما كانت تراقب والدتها وهي تعتني بمزرعتها الصغيرة، مما شجعها على خوض مجال الزراعة واستكشاف تقنياته بالرغم من تجاربها العديدة التي لم تكلل بالنجاح، إلا أنها كانت على يقين بقدراتها على تجاوز الإخفاقات وإيجاد الحلول المناسبة لكل تجربة زراعية، حتى أصبحت لها مزرعة منزلية خاصة تنتج كميات كبيرة من المنتجات العضوية المبهرة، حتى انبثقت لديها فكرة مشاركة خبرتها في الزراعة العضوية من خلال تنظيم ورش زراعية ضمن مشروع «Plant with Amy».
وعن سعيها لتطوير مهاراتها وخبراتها في الزراعة، تقول المري: «إن المعرفة لا تأتي إلا بالممارسة الدائمة، فالمرء يتعلم من خلال التجربة، لذلك كنت أقضي الكثير من الوقت في مشاهدة فيديوهات حول عالم الزراعة عبر شبكة الإنترنت، والمشاركة في جروبات زراعية عبر تطبيق «الواتس آب» للاستفادة من خبرات المزارعين في المنطقة».
بيئة مناسبة
وعن التقنية الزراعية التي تعتمدها، تشير المري إلى أنها تعتمد على مفهوم إصلاح الأراضي بتعزيز الحياة الميكروبية فيها، لافته إلى أن هذا التقنية أو الأسلوب الزراعي ليس بالجديد، لإيجاد بيئة مناسبة للزراعة وتعزيز الأراضي بالعناصر الأساسية التي يحتاجها النبات، وأهمها تحسين جودة التربة، مع تفكيك تلك العناصر لتسهيل امتصاصها من قبل النبات، للحصول على نبات مغذّى يعطي إنتاجاً غزيراً بدون مواد كيمائية. والمزرعة المنزلية توفر الحصول على إنتاج منوّع من الخضراوات العضوية النظيفة والصحّية والخالية من المواد الكيميائية، هذا ما تؤكده المري من خلال الورش التي تقدمها حول أسلوب الزراعة ونشره كجزء أساسي من مكونات المنزل، فهي تضع في كل موسم أهدافاً لتأسيس مزراع تعتمد على زراعة الخضراوات بطرق عضوية.
فوائد نفسية وروحية
وتلفت المري، قائلة: «للزراعة فوائد نفسية وجسدية وصحية وروحية للإنسان، فمن يخوض هذا العالم لا يمكنه التراجع عنه، أنصح كل شخص أن يجرّب من خلال حديقة منزلية صغيرة، ليكتشف أن إنتاجها له طعم ومذاق مختلف، حيث إن إخضرار الأرض يحيي الروح وينعشها، خاصة وأن ما نزرعه يكون صحّياً ومفيداً لنا ولأطفالنا ولأوطاننا». وتسعى المري إلى تحقيق أهداف عدّة، منها تشجيع الأسر على إنشاء حدائق منزلية في كل موسم زراعي، لنشر ثقافة الزراعة العضوية المنزلية في كل بيت، وتمكين الأفراد من الاعتناء بشكل محترف بحدائقهم، والاكتفاء الذاتي من المحصول العضوي النظيف الخالي من المبيدات والمواد الكيميائية.
ورش نظرية وعملية
تقدم إيمان المري ورشاً أسبوعية مع بداية الموسم الزراعي، وتنقسم الورشة إلى قسمين (نظري وعملي)، ليتعلم المشاركون أساسيات الزراعة المنزلية العضوية، والتعرف على النبات وتكوينه، وأهمية الأسمدة العضوية وغيرها الكثير من الأمور المتعلقة بالزراعة، بعدها تنتقل للجانب العملي والخاص بالشتلات والبذور التي يتم وضعها في صوانٍ مخصصة للإنبات، ثم نقلها للتربة لتكون حاضنة جيدة لتلك النباتات.