حسونة الطيب (أبوظبي)
تحتضن مدينة سكون الكمبودية، واحداً من أكثر الأسواق غرابة في العالم. ويبدو سوق العناكب، المعروف عالمياً بمدينة العناكب، من النظرة الأولى، كأي سوق عادي في آسيا، بيد أنه يركز على منتجات قلَّ أن يجدها المتسوق في مناطق أخرى حول العالم.
أصبح سوق العناكب من المواقع السياحية البارزة على نطاق العالم، نظراً لما يقدمه من وجبات خفيفة من العناكب المقلية التي ذاع صيتها في هذا السوق. وبين جميع أكشاك الفواكه والخضراوات التي يعج بها السوق، تتجول مجموعة كبيرة من النساء اللاتي يحملن على رؤوسهن، أطباقاً من العناكب المقلية والحارة.
غدت كمبوديا مشهورة بتناول العناكب التي تتوافر في أماكن عديدة في البلاد مثل الفنادق ذات الدرجات المتدنية، حيث تعتبر من ضمن الوجبات الشهية بين سكان البلاد. وفي سوق العناكب التي تقع بين العاصمة الكمبودية بنوم بنه ومدينة سيم ريب، تتنوع طريقة عرض العناكب في أطباق وصحون كبيرة، تحتوي على عناكب وجنادب وعقارب ضخمة، بالإضافة إلى صراصير ذات نكهة تضفو عليها رائحة الثوم.
كما يعتبر التنوع الغني من عصائر الفواكه التي تشتهر بها آسيا مثل الكاكايا والمانجوستين والبوميلو، الأكثر إغراءً في هذا السوق. وفي حال عدم رغبة الزائر لهذا السوق في أكل وجبة من العناكب أو غيرها من الحشرات الأخرى المقلية، يمكن التقاط صورة مع عناكب حية بعد تجريدها من سلاحها الذي يمكِّنها من توجيه اللدغات.
يتم الحصول على العناكب والحشرات الأخرى المطلوبة في السوق عبر تربيتها في جحور أو في الغابات المجاورة. وربما يعود تاريخ عادة أكل العناكب والحشرات في كمبوديا إلى شح المواد الغذائية إبان فترة حكم حزب «الخمير الحمر».
يتراوح متوسط البيع ما بين 100 و200 عنكبوت في اليوم، بدخل لا يتجاوز 300 ريال كمبودي (8 سنتات)، العائد الذي يعتبر مجزياً في دولة يعيش أكثر من 30% من سكانها تحت خط الفقر.
وعلى الرغم من القلق الذي يساور أنصار حماية البيئة والنباتيين من هذه الملاحقة المستمرة للعناكب من أجل تقديم وجبة سريعة، فإن السكان المحليين واثقون من أن هذه السلالة في مأمن من الانقراض. ويعتقد بعض الكمبوديين أن فائدة العناكب لا تقتصر على الغذاء فحسب، بل هي مفيدة بشكل خاص في علاج آلام الظهر ومشاكل الجهاز التنفسي عند الأطفال.