حسونة الطيب (أبوظبي)
بوابة فارس.. واحد من أفضل أسواق الأواني المنزلية القديمة في العالم، تتواضع أمام حضرته، تجهيزات وتركيبات الفنادق الفاخرة وأكثر المنازل روعة في المدينة الضاربة في أعماق الحضارات القديمة.
سوق باب الخميس، يصفه البعض بأنه مزيج من بين الأعظم في العالم، يربط بين المخلفات والكنوز، حيث يقع بالقرب من حدائق ماجوريل، على بعد 8 كم من مراكش، وهو سوق محلي يعرض السلع شأنه شأن سوق البرغوت، حيث يفتح أبوابه كل يوم عند الصباح لاستقبال زواره عدا أيام الجمعة.
ربما جاءت التسمية، من كونه يمثل البوابة الشمالية الرئيسية لمدينة مراكش القديمة المحاطة بالأسوار. ويعود تاريخ سوق باب الخميس لعام 1126، عندما قام الأمير المرابطي علي بن يوسف ببناء أول حائط في المدينة.
وكان السوق يعرف في الماضي باسم «بوابة فاس»، لكن فقد الاسم أثناء العصر المريني.
ويقوم السوق بعرض مجموعة كبيرة من الفخار، وبفضل إحدى المبادرات، عاد للمهنة التقليدية اعتبارها وتطويرها، حيث امتزج التقليد بالحداثة، لخلق نتائج بارعة ذات جودة أصلية تستجيب للمتطلبات المعاصرة. وتخصص أحد الأقسام، في أبواب خشب الأرز القديمة والنوافذ المصنوعة من الحديد المرن، وقسم آخر لصناعة أبواب خشب السدر القديمة ونوافذ الحديد المشغول، التي يتم تصديرها بأسعار مغرية. لكن تقوم أصغر المحلات ببيع المجوهرات الحقيقية.
وظل المراكشيون المحبون للتصميم ونظرائهم الغربيون، يترددون على هذا السوق لسنوات عديدة، بحثاً عن صفقات لتزيين منازلهم. وللباحثين عن الثراء الحقيقي للحرف التقليدية المراكشية، يمكن الحصول على ذلك، عند نحو 40 ألفاً من الصناع التقليديين، الذين يمارسون نحو 40 حرفة يدوية، في سوق يزخر بالتنوع الفني والأجواء الفريدة.
ونظراً لهذه البيئة الفنية الغنية، أصبحت مراكش حاضنة حقيقية للإبداع، حيث تقع معظم المحلات الإبداعية والفنية، داخل المدينة القديمة، بينما تقع معظم متاجر المصممين، في حي جليز.
وتم تطوير سبائك النحاس والزنك والنيكل في عام 1819 في مراكش، حيث برع المصممون في استخداماتها من طرق وصقل وحفر، وذلك لتصميم وصناعة الصناديق والأطباق وإطارات المرايا، والمجوهرات، والصواني، وغيرها.
وقديماً كان يتم الدخول لمدينة مراكش، عبر 10 أبواب غاية في الجمال، من بينها باب الخميس، المؤدي للسوق الذي حمل ذات الاسم. ونظراً للتراث الثقافي واليدوي المغربي الغني، يعرض سوق باب الخميس، مجموعة رائعة من الأبواب العتيقة مثل، النحاسية الفخمة والداخلية المغطاة بالألواح والزجاج والمشربية.
كما يوفر السوق بجانب ذلك، كل متطلبات هذه الأبواب والنوافذ من مقابض وترابيس وأدوات قرع، بجانب الأثاث القديم منذ الحقبة الاستعمارية الفرنسية والدراجات الهوائية وماكينات الخياطة والطاولات والكراسي والسجاد القديم وغيرها من الأدوات المنزلية.