أظهرت دراسة جديدة أن دواء مصنوعاً من مركب طبيعي يستخدم في الطب الصيني التقليدي، يعمل ضد أورام الدماغ الخبيثة لدى الفئران، مما يخلق مجالاً واعداً للبحث في علاج الورم الأرومي الدبقي. في الدراسة، التي نُشرت في مجلة Cell Reports Medicine، أظهر الباحثون كيف أدى المركب، المسمى إندروبين (indirubin)، إلى تحسين بقاء الفئران المصابة بأورام دماغية خبيثة. قال شون لولر، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المساعد لعلم الأمراض والطب المخبري في جامعة براون الأميركية «الشيء المثير للاهتمام حول هذا الدواء هو أنه يستهدف عدداً من السمات المميزة للمرض»، مضيفاً «هذا أمر جذاب لأن هذا النوع من السرطان يستمر في إيجاد طرق حول الآليات الفردية للهجوم. لذلك، إذا استخدمنا آليات متعددة للهجوم في وقت واحد، فربما يكون ذلك أكثر نجاحاً». الورم الأرومي الدبقي هو النوع الأكثر شيوعاً وخطورة من سرطان الدماغ. معيار الرعاية هو العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحة، والتي قد تحسن الأعراض ولكنها لا تعالج السرطان أو توقفه. Indirubin هو منتج طبيعي موجود في نباتات النيلي (indigo plants) ومكون من الطب الصيني التقليدي، يستخدم في علاج ابيضاض الدم النقوي المزمن، وفقاً للباحثين. أظهرت مشتقات الإندروبين إمكانية علاج السرطان من خلال مجموعة من الآليات. أظهرت الأبحاث، التي نشرها لولر وآخرون قبل 10 سنوات، أن الإندروبين يبطئ نمو أورام الورم الأرومي الدبقي لدى الفئران. ومع ذلك، قال لولر إن الباحثين لم يتمكنوا من شرح السبب. علاوة على ذلك، لم يكن من السهل جداً التعامل مع الدواء المعدل، مما يجعل من الصعب على العلماء اختبار مستويات الجرعات أو توصيلها بكفاءة إلى الورم. مع استمرار العلماء في البحث بشأن المركب، تم الاتصال بهم من قبل شركة Phosphorex للطب الحيوي ومقرها في ولاية ماساتشوستس الأميركية، والتي تطور تقنية لتحسين التركيبات الصيدلانية. حصلت الشركة على براءة اختراع لتركيبة من الإندروبين تسمى 6'-bromoindirubin acetoxime مما جعل المركب أسهل في الاستخدام كعلاج للسرطان عن طريق الحقن. اختبر الباحثون صيغة الجسيمات النانوية BiA على الورم الأرومي الدبقي لدى الفئران، مع التركيز على كيفية تأثير الدواء على جهاز المناعة. لم يقتصر دور BiA على إبطاء نمو الخلايا السرطانية وتكاثرها (مما يؤكد نتائج الدراسات السابقة)، ولكنه أدى أيضاً إلى تحسين البقاء على قيد الحياة من خلال التأثيرات على أهداف العلاج المناعي المهمة. وأوضح لولر، الذي استخدم أساليب علاجية مخبرية لعلاج سرطان الدماغ «أثّر العقار على الجهاز المناعي في تجارب الفئران هذه بطريقة نعتقد أنها يمكن أن تعزز العلاج المناعي السريري لدى البشر». سيستمر الباحثون في اختبار العقار لمعرفة كيفية تفاعله مع العلاج الكيميائي والإشعاعي، بهدف تطوير التجارب السريرية للمشاركين المصابين بالورم الأرومي الدبقي. بينما كان العلماء يدرسون الورم الأرومي الدبقي منذ عقود، قال لولر إنه لم يكن هناك الكثير من الاختراقات العلاجية المهمة، حتى الآن. وأوضح لولر «على مدى السنوات العشرين الماضية أو نحو ذلك، لم تكن هناك العديد من النتائج التي أثرت حقًا على البقاء بطريقة ذات مغزى. لذلك، نحن نبحث بشغف شديد عن أساليب جديدة»، مؤكدا «يقدم هذا البحث نهجًا جديدًا. ولهذا، نحن متحمسون جداً له».