خولة علي (دبي)
كرّس حسين الحمادي مهمته التطوعية في عمليات البحث والإنقاذ، متخذاً هذا المجال الصعب ليمارس دوره الإنساني في عمل لطالما احترف مجالاته، فهو مدرب دولي في الإسعافات الأولية ولديه خبرة تزيد على 20 عاماً، وهو خبير دولي في الإنقاذ من المياه السريعة والفيضانات. ورغبة منه في تقديم خدماته للمجتمع وتوفير الحماية اللازمة، عمل على تأسيس «فريق زايد التطوعي» للبحث والإنقاذ، والذي يضم في صفوفه 105 متطوعين خبراء في تخصصات الطوارئ والإنقاذ.
التدخل السريع
ويشير حسين الحمادي إلى أن فكرة تأسيس «فريق زايد التطوعي» جاءت بغرض تعزيز الاستجابة للحالات الطارئة في الدولة، والتخفيف من آثارها وتوفير الدعم والمساندة للمؤسسات والهيئات المعنية، إضافة إلى تزويد أفراد المجتمع بالمهارات اللازمة ليصبحوا قادرين على التعامل مع الأزمات والكوارث. ولضمان معايير السلامة والأمن لجميع المتطوعين في مجال البحث والإنقاذ، تم تشكيل أول فريق شامل من المتطوعين الاحترافيين في عمليات التدخل السريع.
تأسس الفريق عام 2018 (عام زايد) تجسيداً وإيماناً بخطوات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي كان سبّاقاً ومشجّعاً للعمل التطوعي. ويضم الفريق في صفوفه 105 متطوعين من أصحاب الاختصاص: طبيب، مسعف، غواص، طيار شراعي، منقذ، سباح، وعسكري.
ويؤكد الحمادي أن الفريق هو بمثابة مشروع تطوع فعال ونشيط للاستجابة للحالات الطارئة في الإمارات وخارجها وفقاً لأرقى النماذج التطوعية من نوعها على الصعيد العالمي.
مهام الفريق
ويذكر الحمادي أن من أهداف الفريق إقامة علاقات مشتركة مع جهات الاختصاص في مجال البحث والإنقاذ والطوارئ والأزمات، والمشاركة في المحافل والمؤتمرات المحلية والدولية المتخصصة، والانضمام إلى الاتحاد الدولي للمنظمات ذات الصلة، والعمل على تنظيم الفعاليات والمسابقات، وعلى تأهيل الأعضاء للتدخل السريع، وأداء التمارين المشتركة مع الشركاء.
ويحرص الفريق على وضع برنامج خاص لتدريب وتأهيل أصحاب الهمم للنجاة بأنفسهم، والتدريب على البحث والإنقاذ في المجالات البرية والبحرية والجوية، مع التركيز على فئات كبار السن والمتقاعدين من أصحاب الخبرة، لشغل أوقاتهم بما ينفعهم وينفع مجتمعهم ووطنهم.
تغطية التكاليف
ويشير الحمادي إلى أهم التحديات التي واجهت الفريق، وهي تعامل أصحاب الهمم مع الحالات الطارئة، مع السعي إلى كسر هذا التحدي والنجاح بضم عدد لا بأس به منهم في صفوف التطوع. وكذلك تقديم مبادرة العلاج المائي لأصحاب الهمم وتدريبهم على الغوص بفعالية ضخمة على كورنيش أبوظبي، الحدث الذي نقلته قناة CNN بمشاركة مؤسسة زايد لأصحاب الهمم.
ويلفت الحمادي إلى أن أي نشاط مهما كان نوعه ممكن أن يواجه بعض العراقيل، ومنها أن تغطية التكاليف تتم بتمويل من أعضاء الفريق الذين يواجهون أحياناً صعوبات في دفع تكاليف مهام الطوارئ. ويشير إلى أحد أهم الإنجازات التي حققها الفريق، وهي مبادرة غوص أصحاب الهمم في «دايف ديب دبي» لعمق 60 متراً تحت الماء، وهو إنجاز عالمي تحقق بهدف تدريب هذه الفئة على الغوص، وتأهيلها لعمليات الإنقاذ والبحث.
مشاركات
قدم فريق زايد التطوعي الكثير من المبادرات المجتمعية التطوعية بواقع 143 مشاركة، استفاد منها 35000 شخص، و80 ورشة ودورة ومحاضرة، استفاد منها 22846 شخصاً، وتأمين 42 فعالية بمشاركة منقذين ومسعفين، استفاد منها 12391 شخصاً.
طموحات
يتطلع الحمادي إلى تحقيق ريادة وطنية للمعايير والعمليات الاختصاصية للبحث والإنقاذ الوطني التطوعي، بالإضافة إلى التدريب الاحترافي على أيدي نخبة من أفضل المدربين المحترفين، للحفاظ على الجاهزية الوطنية وسرعة الاستجابة للكوارث والأزمات والحالات الطارئة في دولة الإمارات، والعمل على استعمال أفضل الطاقات البشرية والمعدات والآليات الحديثة لتقديم الخدمات المتخصصة والاحترافية، بما فيها التعامل مع أصحاب الهمم.