خولة علي (دبي)
تشكل أسرة يوسف المرزوقي نموذجاً رائعاً للأسر المتطوعة والمعطاءة، حيث استطاعت أن تغرس في نفوس أبنائها جوهر العمل التطوعي وأهميته في دعم المجتمع. والأسرة مكوّنة من 6 أبناء حازوا 13 جائزة على مستوى الدولة، تنوعت بين تربوية وأكاديمية وتطوعية، ضمن مسيرة حافلة بالتميز، وتجربة لم تكن وليدة اللحظة، وإنما امتدت لسنوات من الدعم والعمل البناء، لتحقق الكثير من أهدافها وطموحاتها.
نتعرف على تجربة أسرة يوسف المرزوقي في العمل الإنساني التطوعي، وكيف ساهمت في وضع منهجية تربوية عملية راسخة، لتخطو بأبنائها نحو مستويات عالية في البذل والعطاء. وتشير الأم فاطمة الحمادي، إلى أهمية التطوع كعمل يقدم خدمة للآخرين، سواء من المحيطين بهم، أو ضمن نطاق مجتمعي، فالحياة مترابطة ومتكاملة، والفرد جزء لا يتجزأ من المجتمع، ولا ينتظر مقابلاً تجاه ما يقوم به من عمل تطوعي يسعد سواه ويخدم وطنه. وقد بدأت رحلة الأسرة في العمل التطوعي مع دخول الأبناء إلى المدارس، وكانوا يساهمون في تزيين فصول المدرسة، ومساعدة المعلمين والمعلمات في مهامهم الإشرافية.
مبادرات متنوعة
وشاركت الأسرة في مختلف المجالات التطوعية، وأهمها مساعدة فئة العمال صيفاً أو شتاءً، لتوفير كسوة الشتاء ضمن مبادرة «دثروهم» ومبادرة «شتاؤهم دافئ»، إضافة إلى مبادرة «سقياهم رحمة» خلال فصل الصيف. وتم التركيز على فئة الأسر المتعففة وطلبة المدارس الخيرية لتوفير مستلزمات الدراسة قبل بدء العام الدراسي، عبر مبادرة «حقيبتي المدرسية عون لهم»، والتي شاركت فيها الأسرة لـ 4 سنوات، ومبادرة «نبادر لنسعد القلوب»، التي ساهمت في إسعاد المرضى بالمستشفيات، وتم تنفيذها على مستوى إمارات الدولة، لإدخال السعادة على قلوب المرضى، لاسيما الأطفال.
عمل الخير
وتؤكد الحمادي أهمية التطوع في صقل شخصية أفراد أسرتها، ونشأتهم على حب عمل الخير وخدمة الآخرين، فاكتسبوا الكثير من المهارات التي تؤهلهم للانخراط في المجتمع وغرس حب التطوع في نفوسهم، حتى أصبح لكل فرد منهم ما لا يقل عن 6000 ساعة تطوعية في خدمة الوطن، وهو رقم ضخم بالنسبة للأطفال. كما وضعت الأسرة خطة تطوعية تغطي كل أشهر السنة.
ومن أجمل تجاربها التطوعية، مبادرة «عيديتي لإسعادهم»، والتي رسمت البسمة على وجوه الأيتام، و«أنتم ذخرنا» لإسعاد كبار السن، و«زرعي ينمو»، و«أبيات في حب العلم»، و«لا تشلون هم فطوركم» لإفطار العمال.
قيمة الإيثار
وتؤكد الحمادي أن الطفل ينشأ على ما يكتسبه من الوالدين، فإذا نشأ في بيئة تطوعية، نرى حب التطوع ينغرس تلقائياً في نفسه، فالأب والأم قدوة للأبناء. ومن أكثر الأمور التي ساهمت في غرس قيمة التطوع في نفوسهم، الحوار الأسري فيما بيننا قبل الذهاب إلى التطوع للوقوف على رأي الأبناء ومدى استفادتهم. فالتطوع مدرسة عظيمة لغرس قيم ومبادئ التراحم وقيمة الإيثار ومهارات القيادة والتنظيم والمسؤولية وإدارة الوقت وتنظيمه، حيث يتعرف الأبناء على الجهات والمؤسسات التطوعية في الدولة، وأهمية ذلك في مسيرة الوطن.
«كسوة العيد»
ومن أكثر المواقف التي أثرت في حياتهم كأسرة، مبادرة «كسوة العيد» مع جمعية عجمان للتنمية الاجتماعية والثقافية، حيث كانت في الأيام التي تسبق عيد الفطر. وكانت المبادرة الأولى التي تسمح للأبناء بزيارة الأسر المتعففة وإهدائها كسوة العيد، لما لها من تأثير إيجابي عميق في نفوسهم.
جوائز
نالت الأسرة جائزة الشارقة للعمل التطوعي، وحازت المركز الأول على مستوى الدولة 3 سنوات متتالية، حيث حققت مبادرتها «حقيبتي المدرسية عون لهم» المركز الأول ضمن جائزة الشارقة للعمل التطوعي في دورتها الـ19. كما حصلت على جائزة بلدية العين للتطوع، ونال خلالها الأبناء جوائز براعم التطوع، إضافة إلى جائزة «نتطوع لأجل الإمارات»، وجائزة «التميز الاجتماعي» عن فئة أفضل عمل خيري متميز على مستوى الدولة.