عدد اليوم
محمد قناوي (القاهرة)
صنع عبد السلام النابلسي، البهجة على شاشة السينما لسنوات طويلة، لكنه لم يحصد البطولة إلا في فيلم «حلاق السيدات»، حيث كان دوماً صاحب الدور الثاني الذي لا يمكن أن يستغني عنه البطل كصديق له، لاسيما في أفلام فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وإسماعيل ياسين.
حققت الشخصيات التي قدمها شهرة كبيرة، فهو حسب الله السابع عشر في فيلم «شارع الحب»، وزيزو «حلاق السيدات»، والأستاذ رشيق في «الحموات الفاتنات»، والصول بكير فى «البوليس السري»، وسواها من الشخصيات. وقد جعلته خفة ظله من أشهر فناني الكوميديا الذين ساعدوا على نجاح العديد من الأفلام وظهور نجومية الكثير من ممثلي الزمن الجميل.
ولد النابلسي في عكار شمالي طرابلس اللبنانية عام 1899، وتعود جذوره إلى مدينة نابلس الفلسطينية، حيث كان جده قاضي نابلس الأول ومن بعده والده، وعندما بلغ العشرين من عمره أرسله والده إلى مصر أملاً في تلقي تعليمه في الأزهر الشريف، وحفظ القرآن ونبغ في اللغة العربية إلى جانب اللغتين الفرنسية والإنجليزية.
بعد تخرجه من الأزهر بدأ عبد السلام حياته العملية صحفياً في أكثر من مجلة، وفي عام 1929 سنحت له الفرصة ليخوض التجربة الفنية على يد آسيا داغر، في فيلم «غادة الصحراء»، لكن مفتاح دخوله إلى النجومية جاء في فيلم «وخز الضمير» عام 1931.
عانى النابلسي من أزمة مالية في أيامه الأخيرة، وأوشك على الإفلاس، فسافر إلى لبنان وصار مديراً للشركة المتحدة للأفلام وأنتج عدة أعمال منها «فاتنة الجماهير».
تعرف النابلسي بعدما اقترب من الستين على فتاة اسمها «جورجيت سابات»، أحبها وتزوجها بالرغم من فارق السن، وعاش معها حياة سعيدة، وكان يعاني من مرض القلب وأخفى ذلك عن محيطه كي يحافظ على مسيرته. وفي منتصف عام 1968، كان يصور فيلماً في تونس مع فريد شوقي وصباح، وشعر بإرهاق شديد وتوفي بعد عودته بأسبوعين.
