حسونة الطيب (أبوظبي)
في حي ألفاما بمدينة لشبونة، سوق فيرا دا لادرا، أو «سوق الحرامية» والذي اختلفت الروايات حول تسميته، وبينما يقول بعضهم، إنه جاء لبرغوث يوجد في القطع الأثرية، اسمه لادرا «حرامي»، يعزي بعضهم الاسم لقيام التجار بجانب بيعهم لمنتجاتهم المشروعة، بيع سلع مسروقة أيضاً. لكن مهما اختلفت التفسيرات، يؤكد القائمون على السوق سلامته وخلوه من حالات السرقة.
ونظراً لممارسة نشاط هذا السوق منذ القرن الثاني عشر، فيعتبر الأقدم في لشبونة من دون منازع. وحتى إن لم تكن لزائر هذا السوق رغبة الشراء، فإن منظره الساحر تحت ظل أحد جبال لشبونة السبعة على طول ميدان سانتا كلارا الرائع، يجبره على التجول بداخله وكشف معالمه الجاذبة للعين.
يقوم السوق، بعرض السلع الرخيصة والمستعملة، من منتجات الحرفيين والاسطوانات القديمة والكتب المستعملة والملابس والعملات المعدنية والقطع التذكارية العسكرية والأثرية والأثاث، بالإضافة للسيارات المستعملة، ما يجعلها بيئة ملائمة للمساومة.
لكن وعبر قرون عديدة، شهد السوق، تطوراً لافتاً من بيع السلع المستعملة غير المرغوب فيها والمجهولة الأصل، إلى القطع الأثرية والمنتجات المتنوعة في الوقت الراهن. وكان السوق في بدايته، موزعاً على أجزاء مختلفة من لشبونة، قبل أن يستقر بصورة نهائية في موقعه الحالي في عام 1882.
ويركز السوق على تجارة السياحة، خاصة وأن معظم سكان لشبونة، يذهبون للتسوق في أيام الأحد إلى سوق فيرا دو ريلوجيو، الأكبر في المدينة.
وكغيره من أسواق السلع المخفضة والمستعملة، ينبغي الأخذ في الاعتبار، أن ما يراه بعضهم خردة، يجد فيه بعضهم الآخر كنزاً.
وبالبحث في سوق فيرا دا لادرا، ربما يعثر المتسوق على جواهر مخفية بالمصادفة البحتة.
وللباحثين عن الاسترخاء وتناول وجبة شهية أو مشروب ساخن، تتوسط السوق، العديد من المقاهي والمطاعم الراقية، التي تقدم أشهى أنواع الأطعمة البرتغالية.
يفتح السوق أبوابه لاستقبال زواره، يومي الثلاثاء والسبت من كل أسبوع، من وقت مبكر حتى حلول المساء، ورغم وجود العديد من الأكشاك، إلا أن بعضهم، يفضل افتراش الأرض لبيع معروضاته، ولعرض كل شخص لمنتجاته أو بضائعه، تفرض السوق، رسوماً قليلة تكاد تكون في متناول الجميع.