محمد قناوي (القاهرة)
استطاع الفنان إسماعيل ياسين رسم البسمة على وجوه الجمهور، كباراً وصغاراً، مقدماً عشرات الأدوار السينمائية خلال مشواره، فهو أيقونة ونجم الكوميديا الأشهر في تاريخ السينما المصرية والعربية.
يُعتبر ياسين الوحيد الذي قدم سلسلة من الأفلام باسمه بعد الراحلة ليلى مراد، ومنها «إسماعيل ياسين في الأسطول»، و«إسماعيل ياسين في الطيران»، و«إسماعيل ياسين في البوليس»، وسواها، حتى حفر اسمه على شاشات السينما، وساهم في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي، ليصبح واحداً من أهم صنّاع البهجة في عالمنا العربي.
ولد إسماعيل في محافظة السويس، وانتقل إلى القاهرة في بداية الثلاثينيات بحثاً عن تحقيق حلمه في الغناء والطرب، إلا أن ملامحه حجبت عنه النجاح كمطرب، بعدما كان عاشقاً لأغنيات محمد عبد الوهاب، وحلم بأن يكون مطرباً منافساً له، إلا أنه امتلك الصفات التي جعلت منه أشهر مونولوجست، وظل أحد رواد هذا الفن على امتداد عشر سنوات، حتى بدأ عام 1945 العمل بالسينما، وحقق نجاحاً كبيراً.
ثم كانت المحطة التالية مع توأمه الفني وصديقه المؤلف الكوميدي أبو السعود الأبياري، والذي رشحه لبديعة مصابني التي ألحقته بفرقتها، ليلقي المونولوجات في الملهى الخاص بها، واستمر مع هذه الفرقة لمدة 10 سنوات بعدما أصبح الفنان الأشهر في هذا المجال.
وفي السينما، كانت بدايته على يد فؤاد الجزايرلي عام 1939 بفيلم «خلف الحبايب»، ثم قدم عدداً كبيراً من الأفلام بين البطولة والدور الثاني، ومع بداية الخمسينيات، بدأ مرحلة البطولة المطلقة، فكانت المرحلة الذهبية له، وقدم أفلاماً منها «حماتي قنبلة ذرية، والبنات شربات، واديني عقلك، وحلال عليك، والحموات الفاتنات، والستات ميعرفوش يكدبوا، والأنسة حنفي»، وسواها.
كما ساهم «أبو ضحكة جنان» في صياغة المسرح الكوميدي، وقام بتكوين فرقة تحمل اسمه، وظلت تعمل على مدى 12 عاماً، وقدم من خلالها ما يزيد على 50 مسرحية.
بعد رحلة كفاح شهدت العديد من النجاحات، توفي نتيجة أزمة قلبية حادة في مايو 1972.