الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«سوق الجمعة» بالفجيرة.. منصّة للتلاقي

جانب من تنوع المنتجات في السوق (الصور من المصدر)
29 مارس 2023 02:05

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

«سوق الجمعة» في الفجيرة، من الأسواق القديمة التي ارتبطت بالذاكرة الجمعية لأهل المنطقة، شكّل منصة اجتماعية وثقافية، إلى جانب دوره الاقتصادي، بدأ بفكرة بسيطة، حيث كان أصحاب المزارع من المواطنين يعرضون منتجاتهم ذات الجودة العالية والطازجة من الخضراوات والفواكه للبيع في الهواء الطلق. ونظراً لموقعه المتميز، بات نقطة جذب للعابرين، وذاع صيته نتيجة جودة منتجاته، حتى أصبح قبلة للناس من مختلف إمارات الدولة، ومع مرور الوقت لم يعد يقتصر فقط على منتجات المزارع من خضراوات وفواكه وعسل محلي، بل شمل السجاد والألعاب والفحم والفخاريات وسواها الكثير، حتى بات اليوم علامة بارزة ووجهة سياحية مميزة في أحضان الطبيعة. 

بداية الفكرة
أحمد الحفيتي ابن المنطقة وصاحب مشتل وادي دفتا، عاصر إنشاء السوق وعايش تطوره. ذكر أن المنطقة تضم مزارع كثيرة، وطقسها المعتدل يجذب إليها الزوار من مختلف إمارات الدولة، حتى أصبحت وجهة مثالية لقضاء أجمل الأوقات في الصيف بين أشجارها ونخيلها، موضحاً أن فكرة السوق، حسب ما يعلمه منذ كان طفلاً، أنها بدأت بمواطن كان يبيع العسل، ثم تبعه آخرون من أصحاب المزارع التي تفيض بالخيرات وتزخر بمنتجات كثيرة، مثل «الهمبا» و«اليح» و«اللومي» و«النبق»، وسواها من المنتجات الزراعية العضوية ذات الجودة العالية، والتي تتميز بمذاق رائع ورائحة طيبة.

تنوع المنتجات
وأضاف: كان السوق الذي يقع وسط سلسلة جبلية، يشتمل على منتجات المزارع القريبة منه، ولم تكن البضائع تُعرض في الدكاكين بمفهومها الحالي، وإنما على الطريق في الهواء الطلق بعد جلبها من المزارع، وتدريجياً ازدادت مساحته نتيجة لكثرة الخضراوات والفواكه التي يأتي بها المزارعون من منطقة مسافي ودبا والطيبة وسواها. وأصبح يشتمل أيضاً على صناعات حرفية محلية كالفخار والأواني المنزلية من داخل الدولة وخارجها، والسجاد المحلي والمستورد والمفروشات. واشتهر أيضاً ببيع أنواع من السمك المملح و«السحناء» المسحوق الناعم الذي يحفظ بالتجفيف، و«المالح» الذي يتم إعداده من أسماك مختلفة، وأنواع أخرى اشتهرت بها المنطقة التي تتمتع بثروة سمكية غنية. 

منصة اجتماعية
بالحديث عن دور «سوق الجمعة» قديماً، أشار الحفيتي إلى أنه كان يشكل منصة اجتماعية وثقافية إلى جانب دوره الاقتصادي، فكان يجتمع فيه رجال المنطقة والقرى المجاورة، من المزارعين ومنتجي العسل لعرض منتجاتهم، وللحديث وتبادل الأخبار فيما بينهم. وكان الباعة من المواطنين يجتمعون فيه ويتقاسمون الأحاديث ضمن مساحة للتلاقي والتعارف وإصلاح ذات البين ومناقشة أمور القرى المجاورة، مؤكداً أن السوق لا يزال يحافظ على طابعه وروحه القديمة في بعض جوانبه، عبر عرض الحرف التقليدية القديمة التي تشكل الموروث الأصيل لحياة الأجداد في الماضي.

وجهة سياحية
ما زال السوق يؤرخ لتاريخ المنطقة وللمنتجات التي تشتهر بها، ويشكل اليوم وجهة سياحية، لا سيما أنه يقع في منطقة جاذبة لعشاق الطبيعة، حيث يشهد إقبالاً كبيراً من الزوار خلال نهاية الأسبوع، سواء من المواطنين أو المقيمين أو السياح، وحتى الآن يلعب دوراً كبيراً في الترويج لبعض الصناعات والحرف المحلية القديمة، ويسهم في تعزيز الموروث المحلي، ويعكس حياة الأولين وطرق عيشهم. 

ذاكرة المكان 
يربط «سوق الجمعة» الشارقة برأس الخيمة والفجيرة. وتعود تسميته بـ«سوق الجمعة»، حسبما قال الحفيتي، إلى وقت نشاطه في السابق، حيث كان يقصده الناس كل يوم جمعة، لافتاً إلى أن موقعه المتميز، على مشارف منطقة مسافي، جعله يربط بين أكثر من منطقة. ويفضل معظم سكان الضواحي الحصول على حاجياتهم منه، لاسيما يومي الخميس والجمعة وفي العطلات الرسمية، والأعياد والأعراس. ولا يزال يقوم بدوره حتى اليوم، بعدما أصبح أكثر شمولية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©