عدد اليوم
شعبان بلال (القاهرة)
في ميدان الرفاعي بالقرب من قلعة محمد علي، يقع مسجد ومدرسة السلطان حسن، ويعد من أضخم مساجد مصر عمارة وأعلاها بنياناً، منذ إنشائه على يد السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون في فترة استغرقت 6 سنوات بداية من سنة 1356، ويعد درّة العمارة الإسلامية بالشرق، وأكثر آثار القاهرة تناسقاً وانسجاماً.
تزين المسجد قباب بزخارف رائعة وتصميم معماري مميز.
ويتألف المسجد من فناء مكشوف تحيط به 4 إيوانات. وحسب وزارة الآثار والسياحة المصرية، استخدم المسجد كحصن لقربه من قلعة محمد علي.
يحتوي مسجد السلطان حسن على مئذنتين مزودتين بأشكال هندسية، إحداهما في الاتجاه الغربي بارتفاع 82 متراً، والأخرى بالاتجاه الشرقي بارتفاع 74 متراً.
يتميز المسجد بقبته العملاقة التي يصل ارتفاعها إلى 30 متراً، أعلاها كورنيش مقوس على شكل حجارة منحوتة، لا يوجد لها مثيل في أي مسجد آخر بالقاهرة، والقبة الأصلية مبنية من الخشب ومغطاة بالرصاص.
ويذكر كتاب «تاريخ المساجد الأثرية بالقاهرة» للمؤرخ وعالم الآثار والفنون الإسلامية الراحل حسن عبد الوهاب، أن مسجد السلطان حسن يجمع بين قوة البناء وضخامته، ورقة وجمال وتنوع الزخرفة، لاسيما في واجهته الشمالية الرئيسة الممتدة بطول 145 متراً وارتفاع 38 متراً، لما فيها من زخارف متنوعة حجرية ورخامية.
وكتب عن المسجد العديد من المؤرخين وخبراء الآثار والمستشرقين، حيث قال المؤرخ الفرنسي آدم فرانسوا جومار في كتاب «وصف مصر»، إن مسجد السلطان حسن من أجمل مباني القاهرة، ويستحق أن يكون في المرتبة الأولى للعمارة العربية بفضل قبته العالية، وارتفاع مئذنته، وعظم اتساعه، وفخامة وكثرة زخارفه.
وقال المستشرق الفرنسي جاستون فييت: هذا البناء العالمي الشهرة والعظيم القيمة، رمز لمجد الإسلام وقوته وعظمته، بينما وصفه ابن تغري بردي بقوله إن هذه المدرسة ومئذنتها وقبتها من عجائب الدنيا، أحسن بناء بُني في الإسلام.
