شعبان بلال (القاهرة)
وسط أجواء روحانية في الحرم المكي الشريف.. وفي شهر رمضان المعظم.. وقبيل صلاة المغرب.. يتجمع آلاف المعتمرين والزوار من مختلف الجنسيات يومياً في البيت العتيق ليتناولوا طعام الإفطار في حالة إيمانية وسكينة، وعيونهم تستمتع بالنظر إلى الكعبة المشّرفة.
مائدة رمضانية هي الأطول والأكبر في العالم، تتجاوز 4 كيلو مترات، في طقوس إيمانية، يتسابق فيها الكبار والصغار لخدمة ضيوف الرحمن.
تبدأ طقوس مائدة الإفطار في الحرم عقب انتهاء صلاة العصر، حيث يتنافس العمّال والمتطوعون من الشباب والأطفال على فعل الخير، وإعداد المائدة ونشر أطباق الطعام التي في الغالب تحوي التمور والعصائر والكعك وغيرها، وسقاية الصائمين بماء زمزم، وبعد الإفطار، وخلال دقائق معدودة يتم طي المائدة بسرعة فائقة استعداداً لصلاة المغرب.
واتخذت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي استعدادات خاصة لموائد الإفطار بالحرم، حيث يعمل 8 آلاف عامل على توزيع نحو 3 ملايين وجبة للصائمين في الحرم المكّي، ووضعت شروطاً حفاظاً على صحة الصائمين منها استخدام القفازات أثناء تناول الطعام وتوضع الوجبات في علب، وحددت الأطعمة المسموح بها من الخبز والجبن والتمر منزوع النوى.
وكانت مائدة الحرم المكّي قد توقفت لمدّة عامين بسبب جائحة «كورونا»، ثم عادت مع إلغاء الإجراءات الاحترازية وعودة الحياة إلى طبيعتها العام الماضي، لكن المملكة العربية السعودية قررت تطويرها، وتم طرح مشروع «رقمنة إفطار الصائمين» خلال الشهر الكريم، وتطوير منظومة الخدمات لعمرة رمضان، ووضع آلية تضمن سلامة الوجبات.
وأعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عن زيادة أعداد العاملين بالحرمين بوظائف مؤقتة خلال رمضان لضمان مستوى متميز في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتقديم أرقى وأفضل الخدمات لقاصدي وزوار الحرمين الشريفين.
وتم تدشن أكبر خطة تشغيلية لموسم رمضان المبارك للعام 1444هـ، لتحقيق التطلعات والتسهيل غلى لقاصدين وتهيئ لهم البيئة الإيمانية الخاشعة.