حسونة الطيب (أبوظبي)
من الإبرة إلى الخيط، وربما معروضات لا تخطر ببال الزائر لهذا السوق العتيق، الذي لا يزال يمارس نشاطه منذ آلاف السنين، كنقطة التقاء للسكان المحليين والتجار والمسافرين، على طول طريق الحرير.
وعبر عشرات الجبال، يجيء الناس من الصين والهند وباكستان وإيران وآسيا الوسطى، لزيارة كاشجار بازار، في مدينة كاشجار الحدودية في مقاطعة شينجيانغ الصينية. كان السوق، من بين أكبر المراكز التجارية في طريق الحرير، حيث يضم في الوقت الحالي العديد من المنتجات المتنوعة مثل، البضائع العامة والمصنوعات اليدوية والمواشي والمأكولات والخضراوات والسترات الجلدية والأشياء المستعملة، فضلاً عن الحرير والتوابل والمكسرات والذهب وبعض أنواع الأحجار الكريمة، وغيرها الكثير المثير.
وترتبط أهمية منطقة كاشجار التاريخية، بكونها تشكل مركزاً تجارياً، بين صحراء شاسعة وسلسلة طويلة من الجبال، بعد أن كانت واحة مهجورة، على طول الطريق التجاري في قارة آسيا.
وفي هذه الواحة الخصبة، تتم زراعة القمح والقطن وأحلى أنواع البطيخ والعنب والخوخ والمشمش. ويقوم السوق، ببيع أفخر أنواع الحرير والمنسوجات والمنتجات الجلدية والفخارية، التي تتم صناعتها محلياً.
وقبل فترة ليست بالطويلة، كان كاشجار بازار يفتح أبوابه في أيام الأحد من كل أسبوع فقط، حيث كان يحتوي على سوق الأحد وسوق الماشية في نفس الموقع من مركز المدينة. وكان البازار، أكثر الأسواق جاذبية في آسيا، حيث يقوم بزيارته مئات الآلاف من المنطقة والمناطق المجاورة.
وتتضمن القطع التذكارية الفريدة، التي يعرضها السوق، المنسوجات والمصنوعات الفخارية، وحتى أنواع البهارات والشاي. وتجيء أكثر أنواع الفواكه المجففة والمكسرات التي تلاقي إقبالاً كبيراً في الصين، من مقاطعة شينجيانغ. كما يشتهر السوق، ببيع حلوى حليب الجمال.
لا شك في أن هواة الموسيقى، سيجدون ما يشبع رغبتهم في تجربة العزف على الدوتار، وهو عود تقليدي بأحجام مختلفة، ذو عنق طويل ووترين، من آسيا الوسطى.
ومن أفضل القطع التذكارية التي يمكن الحصول عليها من هذا السوق، سجاد كاشجار، بزخارفه المميزة من نقوش الرمان. كما يمكن الحصول، على مختلف أنواع السجاد من باكستان وأفغانستان ودول آسيا الوسطى.
ومواصلة لعاداتهم على مر العصور، يتدفق المزارعون والتجار من قبائل الأويغور والطاجيك والقازاق والقرغيزستان، إلى سوق الحيوانات والمواشي، كل يوم أحد من الأسبوع، لبيع وشراء الخيول والماعز والأغنام والدواجن.
لا يخلو السوق، من أكشاك بيع الطعام والمطاعم الصغيرة، بجانب العصائر الطازجة وآيس كريم حليب الأغنام ومشروب الزبادي وغيرها.