عبدالله أبوضيف (القاهرة)
يُعتبر المسجد الأموي في دمشق تحفة معمارية بكل المقاييس، تجسد ازدهار الحضارة الإسلامية في بلاد الشام خلال فترة الخلافة الأموية، ويمثل أعجوبة في فن الفسيفساء والمنمنمات، شارك في بنائه وتزيينه فنانون من عدة جنسيات، وبتكلفة غير مسبوقة، ووصفه المؤرخ ياقوت الحموي بأنه أحد عجائب الدنيا من صنع البشر.
بدأ البناء بأمر من الوليد بن عبد الملك عام 705 ميلادية، وعلى مدار 10 سنوات، عمل في بنائه عشرة آلاف عامل من مختلف البلدان الإسلامية، من بينهم أمهر الصانعين السوريين والفرس والهنود. ومن أجل تزيينه أرسل الإمبراطور البيزنطي 100 فنان يوناني للمشاركة في تركيب الفسيفساء والنقوش.
يضم المسجد مئذنتين، إحداهما مئذنة العروس التي يشتهر بها بسبب لونها الذهبي، حيث دخل الذهب في صناعتها، وتكتسب أهميتها لكونها مقر الأذان الجماعي للمؤذنين. وله محاريب عدة، و6 أبواب: جيرون، الزيادة، خلف المحراب، العمارة، الفراديس والمحدث.
ويقول الباحث في الآثار الإسلامية شريف هاشم، إن كل الأبواب تصل إلى فناء المسجد، ومن غرفه: «الزيت الغربي»، وتم استعمالها لحفظ ممتلكات المسجد وظلت حتى وقت قريب تقوم بالدور نفسه، وغرفة يطلق عليها اسم «زاوية الغزالي».
وأضاف هاشم، أن أهم ما يميز المسجد الأموي ويجعله تحفة حقيقية، قطع الفسيفساء التي تغطي معظم أجزائه، وهي أحد مظاهر الجمال قبل أن تتعرض للدمار نتيجة حريق عام 461هـ، وقد أُعيد ترميمها في تسعينيات القرن الماضي.
وما يزيد المسجد جمالاً، القباب، فهناك قباب للصحن، وقبة المال، التي ظن بعض الأمراء أنها مليئة بالأموال، ولم يكن فيها إلا بعض الأوراق والمصاحف بالخط الكوفي، وقبة البركة المليئة بالماء والمصنوعة من الرخام، وقبة الساعات، وتحتوي على ساعات أثرية.