18 مارس 2023 23:54
طور علماء أميركيون أداة جديدة لمساعدة الأطباء على التنبؤ بخطر الإصابة بالجلطات الدموية الوريدية لدى المرضى الذين يعانون من الأورام الدبقية المنتشرة من نوع البالغين، وفقًا للنتائج المنشورة في مجلة Blood.
الجلطات الدموية الوريدية (Venous thromboembolisms، VTE)، وهي الجلطات الدموية التي تتشكل في الأوردة، يمكن أن تهدد حياة المرضى الذين يعانون من الأورام الدبقية، وهي أكثر أنواع الأورام الخبيثة التي تظهر في الدماغ.
لإنشاء أداة التنبؤ بمخاطر هذه الجلطات، حلّل الباحثون، في جامعة "نورث ويستيرن" للطب في مدينة شيكاغو بولاية إيلينوي الأميركية، الدم الشرياني وأنسجة الورم وغيرها من البيانات من 483 مريضًا مصابًا بورم دبقي منتشر من نوع البالغين حديثًا.
وجدوا سبعة عوامل تنبأت بزيادة خطر الإصابة بالجلطات الدموية الوريدية لدى هؤلاء المرضى: التاريخ السابق للجلطات الدموية الوريدية، وارتفاع ضغط الدم، والربو، وارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء، وارتفاع درجة الورم الدبقي، وزيادة عمر المريض، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
على العكس من ذلك، وجد الباحثون أن الطفرات في الجينين IDH1 أو IDH2، وقصور الغدة الدرقية، وتعطيل الجين MGMT كلها تنبأت بانخفاض خطر الإصابة بالجلطات الدموية الوريدية.
دمج الباحثون هذه المتغيرات العشرة بعد ذلك لإنشاء أداة جديدة للتنبؤ بالجلطات الدموية الوريدية على شبكة الإنترنت، كما قال كريج إم هوربينسكي، مدير علم الأمراض العصبية وكبير مؤلفي الدراسة.
وقال هوربينسكي "للمرة الأولى، لدينا تنبؤ قائم على الأدلة للجلطات الدموية الوريدية خصيصًا لمرضى الورم الدبقي. هذه الأداة عبارة عن آلة حاسبة على شبكة الإنترنت. تقوم بإدخال المعلومات الأساسية حول المريض والورم، وتحصل على نسبة مئوية للمخاطر في شهر وثلاثة وستة شهور و12 شهرًا".
وأضاف هوربينسكي، أنه يمكن للأطباء، إذا توفرت لهم هذه المعلومة، أن يوازنوا بين مخاطر الجلطة والمخاطر الأخرى التي تترافق مع إعطاء مضادات التخثر بشكل استباقي، والتي يمكن أن تسبب في بعض الأحيان نزيفًا في المخ.
ويؤكد الباحث "عندما استطلعت آراء الأطباء، بشكل غير رسمي، حول كيفية تقييمهم لخطر الإصابة بجلطات الدم، حصلت على إجابات مختلفة. كل ذلك يتوقف على مدى قدرتهم فيما يتعلق بالوقاية من التخثر. يمكن للأطباء إعطاء المرضى "هيبارين" (Heparin)، (وهو مركب يُستخدم بشكل واسع كمضاد لتخثر الدم)، مقدمًا ولكن لا يعرفون غالبا ما إذا كان مريض معين معرضًا بالفعل لخطر الإصابة بجلطة دموية أم لا. بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول "هيبارين" مؤلم وقد يزيد خطر حدوث نزف في الدماغ. قبل الآن، لم يكن هناك دليل صارم على الإطلاق لتوجيه عملية اتخاذ القرار".
ويخطط هوربينسكي، الآن، لإجراء تجربة مع المرضى المعرضين لمخاطر عالية لمزيد من التحقق من صحة أداة التنبؤ التي طورها وتقديم إرشادات أفضل حول المرضى الذين سيستفيدون أكثر من مضادات التخثر الوقائية.
المصدر: الاتحاد - أبوظبي