لكبيرة التونسي (أبوظبي)
الغدة الدرقية عادةً ما تصيب البالغين، لكن أحياناً يبدأ ظهور خلل في هرمونات الغدة الدرقية في مرحلة الطفولة، ويصعب إدراك هذه المشاكل لدى الطفل، لتشابه أعراض الخلل مع دورة نمو الطفل الطبيعية من تقلبات النوم، الشهية، والمشاعر ومستوى النشاط أيضاً، فما هي مشاكل الغدة الدرقية لدى الأطفال؟ وما أكثرها شيوعاً؟ وكيف يمكن علاجها وتجنب مضاعفاتها؟ هذا ما نعرفه من خلال الحوار مع الدكتور هاني الهنداوي اختصاصي طب الأطفال بمدينة برجيل الطبية..
قال د. الهنداوي: إن الغدة الدرقية واحده من أهم الغدد الصماء بجسم الإنسان، وتوجد بمقدمة الرقبة وتشبه الفراشة الصغيرة في الشكل، وتفرز هرموناً يسمى الثيروكسين وهو المسؤول عن عمليات الأيض أو التمثيل الغذائى وتصنيع البروتين ونمو المخ وغيرها من الوظائف الحيوية، أما بالنسبة لمشكلات الغدة الدرقية عند الأطفال فهي تنقسم إلى قسمين: فرط نشاط الغدة الدرقية، وقصورها.
أضاف الهنداوي أن فرط نشاط الغدة الدرقية يصيب الأطفال المصابين بنشاط زائد للغدة، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الهرمون في الدم، لتظهر علامات على الطفل، مثل اضطراب في المشاعر وسرعة البكاء والعصبية الزائدة، وزيادة معدلات التعرق، وزيادة في معدل ضربات القلب، وجحوظ العينين، وضعف العضلات، إضافة إلى بعض الأمراض المناعية مثل داء «جريفز»، مع اضطرابات في عمل الغدة النخامية.
خمول الغدة
وبالنسبة لخمول الغدة الدرقية عند الأطفال، وهو الأكثر شيوعاً، فأشار الهنداوي إلى أن نقص إفراز هرمون الغدة الدرقية، يتسبب في تأخر النمو العقلي والبدني، قصر القامة، تأخر البلوغ، تأخر نمو الأسنان، ومن أسباب خمول الغده الدرقية وجود عيوب خلقية مثل ضعف واضطراب نمو الغدة، إضافة إلى التاريخ المرضي للعائلة والعوامل الوراثية، وعدم علاج الأم المصابة بمشاكل الغدة في فترة الحمل.
قصور الغدة
وأورد الهنداوي أن قصور الغدة الدرقية يحدث منذ الولادة بنسبة 1 بين كل 2,000 - 3,000 حالة ولادة، وحوالي 20% منها تكون لأسباب وراثية، أما قصور الغدة الدرقية المكتسب، فيحدث في وقت لاحق من الطفولة والمراهقة، وعادة ما يكون بسبب التهاب الغدة الدرقية.
تشخيص
وأكد الهنداوي أن تشخيص أمراض الغدة الدرقية عند الأطفال، يتم عن طريق ما يسمى باختبار التحري عند الأطفال حديثي الولادة أو (screening test)، وذلك بشكل دوري لمعرفة الأسباب والعلاج بأسرع وقت.
بروتوكول العلاج
عن علاج الغدة الدرقية عند الأطفال، قال د. الهنداوي اختصاصي طب الأطفال بمدينة برجيل الطبية: «يختلف العلاج بحسب الحالة الطبية، ففي حالات الإصابة بقصور في الغدة الدرقية، نستخدم المعالجة المعيضة بالهرمون الدرقي المُصنّع، ويكون في شكل أقراص ويمكن طحنها لتتناسب مع الأطفال الصغار، وتتم المتابعة بشكل منتظم لمتابعة مستوى الهرمون بالدم وتعديل جرعة العلاج وفقاً للحالة، أما في حالة زيادة نشاط الغدة فيكون العلاج باستخدام الأدوية المثبطة، لجعل الغدة تتحكم بمستوى الهرمون بالدم.