شعبان بلال (القاهرة)
بدقة واحترافية استطاع فنانون تحويل الرمال إلى تحف فنية، تجسد شخصيات أسطورية في مدينة ومتحف الرمال بمدينة الغردقة في محافظة البحر الأحمر المصرية، الذي يعد الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط.
يضم متحف الرمال أكثر من 60 عملاً فنياً متنوعاً منذ إنشائه في عام 2013 ليقدم وجبة دسمة للزائرين من جميع الدول، خاصة وأنه الوحيد في العالم الذي يضم مقتنيات وأعمالاً من الرمال الصفراء والبيضاء.
يقول مدير متحف الرمال عمرو أبو جبل: إن 35 فنان نحت من 13 دولة نجحوا في نحت 40 عملاً حائطياً، و20 عملاً ثلاثي الأبعاد تحاكي الآثار والتاريخ والشخصيات الأسطورية والكرتونية، بأبعاد يصل ارتفاعها إلى 9 أمتار، واستخدموا 13 ألف متر مكعب من الرمال و5 آلاف متر من المياه،.
وتضم المدينة التي تم تصميمها على مساحة 10 آلاف متر، قسمين، الأول خاص بالتاريخ والآثار وعجائب العالم، مثل الأهرامات وأبي الهول ومعابد الكرنك وحتشبسوت وأبي سمبل، وبعض الشخصيات التي لعب دوراً بارزاً في التاريخ، مثل كيلوباترا ونابليون بونابرت والإسكندر الأكبر والسلطان محمد الفاتح، وشخصيات أسطورية مثل إيزيس، بجانب محاكاة أحداث تاريخية كمعركة رمسيس الأول ومعركة الخير والشر.
والقسم الثاني بالمتحف أو المدينة، مخصص للأطفال على مساحة 5 آلاف متر، ويضم شخصيات من الأفلام الكارتونية التي اشتهرت بها هوليوود، مثل باتمان وكينغ كونغ وسبايدرمان وإيرون مان والصنافير، وورش العمل للصغار لتعليمهم كيفية استخدام الرمل في النحت والرسم، ومسرح خاص بالمتحف.
وحسب أبي جبل، استخدم الفنانون رمالا من نوع خاص من محافظة قنا (جنوب مصر) لتميزها باحتوائها على نسبة عالية من الطمي ما يساعد على تماسكها، خاصة وأن رمال البحر الأحمر تحتوي على نسبة من الأملاح تؤثر سلبا على تماسك الأعمال الفنية.
ويجري فنانو نحت مصريون عمليات ترميم مستمرة لهذه الأعمال بسبب الظروف والعوامل الجوية والبيئية، وهو ما ساعد على صمودها، ويتم عمل مجسمات وأعمال فنية جديدة.
ويقول النحات بمتحف الرمال أبانوب غالي إنه و3 آخرون يقومون بترميم الأعمال الفنية التي تتعرض لمشاكل بسبب العوامل الجوية، علاوة على إضافة منحوتات جديدة، أهمها الفرعونية وشخصيات هوليوود الكرتونية.
وعن طريقة النحت، أوضح غالي أنها تبدأ بضغط الرمال مع المياه في هيئة بلوكات مكعبة بالمقاسات التي تناسب حجم التمثال والجدارية وبعدها يقوم الفنان بالرسم أو النحت عليه حتى يتم الوصول للوحة، ويصل العمر الافتراضي للعمل لعدة سنوات بشرط ترميمه كل ستة أشهر.