نسرين درزي (أبوظبي)
يتألق «ناشونال أكواريوم» ضمن مشروع القناة على الواجهة المائية في أبوظبي، بجماليات هندسية وخدمات مترفة، تضعه في صدارة أفضل الوجهات الترفيهية من فئته، إذ يُعتبر أكبر حوض للأحياء المائية في الشرق الأوسط، ويضم أطول نفق مائي، و10 مرافق متفردة تصطحب الزوار في رحلة من العمر، مع إطلالة فسيحة على واجهة مائية مبهرة بمساحة 9 آلاف متر مربع. ويتميز «ناشيونال أكواريوم» من داخل العاصمة بتصاميم معمارية متفردة، بدءاً من هيكله الخارجي الذي يُعتبر من المنشآت المعدنية باعتماده بالكامل على مادة الفولاذ. ويتسم بخصائص هندسية تضعه خارج المقارنة مع المباني التي تعتمد الفكرة نفسها، من خلال خطوطه المعمارية الحديثة، وتقسيماته التي تضيء على ثقافة العيش في أبوظبي. ويلعب دوراً رئيساً في الارتقاء بتجربة الزوار عبر ابتكار بيئة استثنائية تتيح التواصل مع الطبيعة في أكثر من جانب.
46 ألف كائن
يسهم «ناشونال أكواريوم» في رسم ملامح جديدة لمشهد الترفيه في العاصمة الإماراتية، ويحتضن 46 ألف كائن بحري، يتولى الإشراف عليها فريق من 80 متخصصاً في الحياة البحرية، يمتلكون خبرة عالمية.
وفي حديثه لـ «الاتحاد»، ذكر بول هاميلتون، المدير العام لدى «ناشونال أكواريوم» أن إطلاق هذه الوجهة عالمية المستوى جاء بعد سنوات من الجهد والعناية بأدق التفاصيل. وقال: تم تصميم «ناشونال أكواريوم» بهدف توفير تجربة استثنائية لا تُضاهى، والإسهام في تعزيز التزام أبوظبي بحماية البيئة، عبر التركيز على مواضيع عدة، أهمها التعليم وإنقاذ الأحياء البرية والبحرية وإعادة تأهيلها لتكون الركائز الأساس التي يقوم عليها أكبر حوض للأحياء المائية في الشرق الأوسط. ويأتي ذلك بالتعاون مع خبراء في الحياة البحرية يعملون تحت مبدأ حماية الحيوان وتثقيف الآخر.
وأضاف: يسعدنا أن نقدم تجربة غوص استثنائية مع مجموعتنا المذهلة من أسماك القرش والراي، حيث يحمل الكثيرون أفكاراً مغلوطة عن أسماك القرش، علماً بأن العديد منها مهدَّد بالانقراض بسبب الصيد الجائر. وتهدف تجاربنا الغامرة إلى تبديد الخوف والاحتفاء بهذه الكائنات الرائعة.
مغامرات
الرحلة المتشعبة ضمن المناطق الـ 10 التي يقوم عليها حوض الأحياء المائية، تصطحبك عبر تذكرة الدخول العامة لاستكشاف عالم كامل من الكنوز الطبيعية. وهنا موعد مع الحيوانات في «الغابة المغمورة» التي تتطلب ارتداء بذلة واقية للمياه، والتخلي عن المخاوف لتحيتها وإطعامها باليد، والاستمتاع بضحكات مهرجي المحيط في لقاء مع القطب الشمالي. وتتيح الوجهة أنشطة مختلفة، بينها: رحلة في الأكواريوم، ورحلة خلف الكواليس، والعبور على جسر الزجاج، والركوب داخل قارب الزجاج.
ويحرص «ناشونال أكواريوم» على تقديم فرص استثنائية لمختلف الأعمار، بينها الغوص مع أكبر مجموعة من الكائنات البحرية في المنطقة، كما يوفر خيارات مخصصة للغواصين المعتمدين والهواة وعشاق الحماس والتشويق. ويتاح التفاعل مع الحيوانات في الحوض والمشاركة بإطعامها بإشراف المدرِّب، وتعلم لغة الإشارة تحت الماء، وكذلك التقاط الصور في الأعماق بين أعشاب البحر وتحت حطام السفينة، وسط كائنات بحرية مذهلة تعزِّز من روعة التجربة. وقبل البدء بالرحلة يقدم مدرِّب الغوص درساً نظرياً لضمان الالتزام بإرشادات السلامة للغوص في المياه الضحلة. ولا يتطلب الأمر أن يحمل الزوار أي خبرة سابقة أو شهادة في الغوص، إذ إن فريق الإشراف يضمن للجميع فرصة الاستمتاع بالغوص في الحوض مع أسماك قرش المطرقة، وقرش الحمار الوحشي، وراي الشِفنين العُقابي.
«علماء الأحياء»
برنامج علماء الأحياء البحرية مصمَّم خصيصاً للأطفال من عمر 5 إلى 15 عاماً، وهو برنامج تعليمي مهني يتيح المشاركة بتجربة عالم الأحياء البحرية واكتساب الخبرة في أساسيات العناية بأكثر من 46 ألف حيوان بحري من 300 نوع مختلف. ويعرّف المشاركين على تفاصيل العمليات التي تتم في الكواليس لإدارة حوض الأحياء المائية. ويمكن للأطفال المساعدة في إطعام الحيوانات وتنظيفها، مع التعرّف على الجوانب العلمية للاهتمام بالأنواع المختلفة. كما يمكن المساعدة في العناية بالسلاحف البحرية التي تم إنقاذها.
«بيلا ووريو»
يوفر «ناشونال أكواريوم» ردهة ألعاب للأطفال «بيلا وريو» في «الغابة المغمورة»، تتيح لهم استكشاف معلومات مفيدة وطريفة عن الحيوانات والغابات المطرية. وحرصت الوجهة على اختيار الألعاب بعناية، بما ينسجم مع التزامها بإثراء القاعدة المعرفية للجيل الجديد. وتوفر منطقة الأطفال الجديدة تلوين رسومات الحيوانات المفضلة ومشاهدتها على شكل رسومات كرتونية متحركة على الشاشة. كما تتيح أمامهم المشاركة في العروض لزيادة معلوماتهم حول الكائنات الموجودة في «الغابة المغمورة»، مثل ببغاوات المكاو الياقوتي وآكلات النمل والورل والكابيبارا.
50 ألف طالب
يُعتبر التعليم من أهم أهداف «ناشونال أكواريوم»، حيث يضم قسماً مخصصاً للتعليم ورفع المعرفة البيئية، وهو مجهَّز لاستقبال 50 ألف طالب سنوياً. وتسعى الوجهة إلى تزويد الزوار بتجارب تشجّعهم على إعادة التواصل مع الطبيعة، وتدعم جهود دولة الإمارات لمستقبل أكثر استدامة. وتقدم لطلاب المدارس الحكومية والخاصة في الدولة، منهج «بروفيسور أكواديمي» الذي يهتم بالأطفال حتى المرحلة الثانوية، وهو مستوحى من سفير الحيوانات «بروفيسور» ويقوم بتثقيف الأطفال عن البيئات المختلفة وكيفية الحفاظ عليها.
2.4 كم
مشروع القناة وجهة متفردة تقدم تعريفاً استثنائياً لتجارب المطاعم والترفيه على الواجهة المائية في أبوظبي. ويهدف المشروع الذي يُعتبر واحداً من أهم المشاريع السياحية في العاصمة، إلى تطوير 7 مناطق رئيسة تمتد على طول 2.4 كم من الممرات المائية ذات الإطلالات المذهلة.
معالم جذب
يوفر مشروع القناة في أبوظبي معالم جذب مجهزة بمرافق عالمية المستوى، بما فيها المطاعم والمقاهي بإطلالة ساحرة، أكبر دار سينما مستقلة في أبوظبي، أكبر حوض للأحياء المائية في الشرق الأوسط، مركز فريد لأنماط الحياة العصرية والصحية، أكبر أكاديمية للرياضات الإلكترونية، أول مجمّع لألعاب الواقع الافتراضي، منطقة للصغار، مرسى مستوحى من أجواء الريفييرا، متجر يلبي الاحتياجات اليومية، ومساحات خضراء تعزِّز التواصل الاجتماعي.
إنقاذ السلاحف
وقّعت هيئة البيئة - أبوظبي مذكرة تفاهم مع «ناشونال أكواريوم» عام 2020، لاحتضان برنامج إنقاذ الحياة البرية. وأثمر التعاون عن إنقاذ أنواع عدة منها، وإعادة تأهيلها وإطلاقها، مثل السلحفاة ضخمة الرأس النادرة. ويجري العمل حالياً على إعادة تأهيل سلحفاة ردلي الزيتونية التي تم إنقاذها مؤخراً، وتُعتبر ثاني أصغر أنواع السلاحف البحرية المعروفة في العالم. وتكللت الجهود عام 2021، في إنقاذ 250 سلحفاة بحرية وإعادة تأهيلها، وتمت إعادة 150 سلحفاة إلى المحيط، وتتبُّع 3 منها عبر الأقمار الاصطناعية. ونجحت الهيئة و«ذا ناشونال أكواريوم» في إنقاذ أكثر من 200 سلحفاة يعتزمان إطلاقها قريباً في مياه الخليج العربي، قبل إعادتها إلى حوض الأحياء المائية.