الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

"حق الليلة".. بهجة الفرجان

"حق الليلة".. بهجة الفرجان
6 مارس 2023 02:14

خولة علي (دبي) 

«حق الليلة» مناسبة تراثية شعبية تتجدد في كل عام بعبقها الأصيل وطقوسها الاجتماعية المتوارثة من الأجداد والآباء. فرحة تعم البيوت والفرجان قديماً، أبطالها الأطفال وهم يحيون طقوسها مبتهجين، يرتدون الأزياء الشعبية، وبين أيديهم الغضة، أكياس زاهية تعج بتشكيلات مختلفة من الحلويات والمكسرات. ينطلقون في جماعات، مرددين ترانيمها الشعبية، ومنها: «عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم»، «جدام بيتكم وادي والخير كله ينادي». وتصطحبنا طقوس «حق لليلة» إلى الماضي بتفاصيله الدقيقة التي مازالت محفورة في الذاكرة، من الاستعداد والتجهيز إلى رحلة انطلاق الأطفال لجمع الحلويات.

نسترجع مع الوالدة مريم سعيد سالم من جمعية شمل في رأس الخيمة، ذكريات «حق الليلة» التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بعادات وتقاليد اجتماعية وبتراث أهل الإمارات والخليج. وتقول: تستعد البيوت قبل أسبوع من المناسبة، حيث نبدأ بتجهيزات النصف من شعبان، من حياكة الأمهات «الخرايط» من بقايا الأقمشة المتوافرة في المنزل. ولا يمكن وصف فرحة الأطفال وهم يراقبون من كثب تفاصيل الاستعداد للاحتفال، وعادة ما يخصص القماش الأبيض لحياكة أكياس الأولاد في حين تكون ألوانها مشجرة وزاهية للبنات. وتتابع: قبل موعد النصف من شعبان بأيام، يذهب الرجال إلى السوق الشعبي لشراء خليط من الحلويات والمكسرات، ومن أنواعها «البرميت والملبس والزبيب والجوز والميز والفول السوداني»، وسواها من المطيبات البسيطة التي كانت منتشرة في وقتها. وهذه الاستعدادات هي ما تختلف بين «حق الليلة» في الماضي والحاضر، إلا أن طقوس جمع الحلويات ظلت كما هي بتفاصيلها ومشاهدها. 

الجدات 
تشير الوالدة مريم إلى دور الأمهات والجدات في توزيع «حق الله»، حيث كن  قديماً يفرشن الحصير في وسط فناء المنزل «الحوي» ويتم خلط الحلويات والمكسرات في وعاء كبير. وتشرع الأبواب لاستقبال الأطفال والسعادة تغمرهم وهم يتسابقون من بيت إلى آخر لملء أكياسهم والتباهي فيما بينهم بمن جمع أكثر. وتبدأ هذه المسيرة التراثية التي تجمع الصبيان والبنات في مجموعات، من الظهيرة حتى غروب الشمس، ليعود الأطفال أدراجهم والفرحة تغمرهم بما جنوه من حلويات النصف من شعبان.   
وفي الوقت الحالي، نجد التنافس على أوجه بين الأمهات في التجهيز للاحتفال بـ «حق الليلة»، حيث يرتدي الأطفال الملابس التقليدية التي تتميز بتصاميم تراثية، من حيث القصة ونوع القماش المستخدم. وهذا ينطبق أيضاً على الحقائب الخاصة بالحلويات، والتي تظهر بحلة متجددة وبأشكال لافتة وألوان زاهية، مطعمة بروح التراث.

ترابط
تؤكد الوالدة مريم على أهمية إحياء المناسبات التراثية وتعريف الأطفال بموروثهم الشعبي، من خلال العمل على إشراكهم في المناسبات التراثية التي تحييها المؤسسات والهيئات الثقافية والاجتماعية التي تتسابق على الاحتفال بـ «حق الليلة» من باب الرغبة في إحياء تقليد اجتماعي دأب عليه الأهالي قديماً بالرغم من قسوة الحياة. وكانت البيوت تحمل قيماً اجتماعية مهمة، وهي التلاحم والتكاتف والترابط بين أهالي الفريج.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©