الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

السجادة الحمراء.. بساط النجوم

السجادة الحمراء.. بساط النجوم
4 مارس 2023 01:27

علي عبد الرحمن (القاهرة)

بساط أحمر، يتميز بالأهمية ويمنحها لمن يسير عليه، ويجعله يشعر بشيء من الزهو أو الفخر، سواء كان زعيماً أو نجماً فنياً، ترصده عيون الكاميرا، رمز للتكريم، ومع تطور استخدامه أصبح أيقونة المحافل والأحداث، سواء كانت رسمية أو خاصة، وتستعرض «الاتحاد» تاريخ البساط الأحمر أو «السجادة الحمراء»، وكيف بدأت وتطورت.

رمز الانتصار 
في عام 458 قبل الميلاد، أرادت «كليتمنسترا» زوجة  الملك الإغريقي «اجا ممنون» ملك أرغوس، أن تقيم ترحيباً خاصاً لزوجها بعد نصره الكبير في حرب طروادة، وتقديراً لتضحياته وجهوده لخدمة وطنه، بسطت بساطاً أرجوني اللون ليمر عليه، وهرست أطناناً هائلة من الأصداف المستخرجة من البحر الأبيض المتوسط، ليتم صبغ السجادة باللون الأرجوني، وبلغ طولها 1500 متر، وهي المسافة بين البوابة المحصنة للمدينة حتى مدخل القصر. 
وتم استعراض أحداث تلك المراسم بالمسرحية اليونانية القديمة «مأساة أجا ممنون»، للشاعر إسخيليوس، للزوجة التي تدعو وصيفاتها لفرش البساط ليمر عليه زوجها بطل الحرب، وما بين رفضه المرور خوفاً من غضب الآلهة لقدسية هذا اللون، ومع إصرارها وافق، لتنحره الملكة بضربه على رأسه بالفأس 3 مرات، بعد اكتشافها خيانته لها، ومع اختلاط لون الدم باللون الأرجواني، أصبح اللون الأحمر مرتبطاً بالطبقة الملكية.

الشخصيات المهمة 
أما في عهد البابليين، فكان استخدام البساط الأحمر يقتصر على استقبال قادة الحرب والشخصيات المهمة، وتزيين القصور، كما أنه دليل على مدى الثراء الفاحش، نظراً للتكلفة المرتفعة ودخول العديد من المكونات باهظة الثمن لتثبيت اللون الأحمر على المنسوجات على عكس الألوان الأخرى، بالإضافة إلى جاذبيته وفخامته.

القطارات والفنادق
عند افتتاح محطة القطارات بمدينة نيويورك عام 1902، قرر مسؤولو السكك الحديدية تغطية الممرات بالبساط الأحمر، لإعطاء الراكب شعوراً بالترحيب والفخامة وحسن الضيافة، وانتشرت ثقافة افتراشه، واستخدمته الفنادق الفاخرة في ممراتها وأماكن الاستقبال لما يتميز به اللون من فخامة، ويعطي النزلاء شعوراً بالاهتمام وكأنهم ملوك متوجون.

في السينما 
ظهر البساط الأحمر للمرة الأولى سينمائياً في عام 1922، خلال الحفل الخاص لعرض الفيلم الأميركي الصامت «القاطبة - روبن هود»، على المسرح بهوليوود، وافترشت الساحة الخارجية لقاعة المسرح بالبساط الأحمر، ومرَّ عليها كل من دوغلاس فيربانكس، والاس بيري، وكلارك جابل، وجيمي ستيوارت، وغريس كيلي، ليكونوا أول المشاهير الذين تطأ أقدامهم السجادة الحمراء. وبعد غياب 39 عاماً، عاد البساط مع المهرجانات الفنية، وظهر للمرة الأولى في النسخة الـ33 لحفل توزيع جوائز الأوسكار عام 1961، ترحيباً بالضيوف في الساحة الخارجية لقاعة عرض سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا. وبعد 3 سنوات، خرج مصورو الصحف ومراسلو الوكالات العالمية إلي البساط الأحمر، لالتقاط الصور الفوتوغرافية، وتوثيق لحظات وصول الفنانين وصناع الأفلام أثناء مرورهم على «السجادة الحمراء» التي أضفت حالة من الوهج والبهجة، ليصبح منذ ذلك التاريخ، اللون الرسمي لجميع المحافل السينمائية بالعالم، والممشى الرسمي للنجوم والمشاهير وصناع الأفلام، ولإجراء المقابلات المتلفزة، والتقاط الصور الفوتوغرافية. ومع تطور الأمر، أصبحت السجادة الحمراء «مسرحاً» لاستعراض الأزياء والموضة، والتعبير عن الآراء  تجاه بعض القضايا المجتمعية والسياسية التي تشغل الرأي العام العالمي.

الرؤساء والملوك
عرف البساط الأحمر على المستوى الرسمي بين الرؤساء والملوك في العالم خلال تبادل زيارتهم الرسمية منذ عام 1821، في عهد جميس مونرو، خامس رؤساء أميركا، وافترش البساط الأحمر من محل إقامته حتى ضفة نهر أوتشلوكوني، تكريماً له عند زياته لولاية فلوريدا.
ومنذ ذلك التاريخ، يتم وضع البساط الأحمر ضمن قواعد «البروتوكول» الرسمية في استقبال الرؤساء والملوك، وتختلف أطواله حسب نمط الزيارة، إذا كانت رسمية يكون طوله 50 متراً، أما إن كانت خاصة يكون عشرة أمتار.

السجادة الزرقاء
خالفت الجمهورية التركية القواعد الرسمية المتبعة في فرش البساط الأحمر لاستقبال ضيوفها، وغيرت لونه إلى الأزرق، تطبيقاً لقرار رئاسي عام 2013، حتى لا يكون لون علم الدولة هو لون البساط الذي يسيرون عليه بالأقدام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©