عدد اليوم
خولة علي (دبي)
يتجه الشباب إلى الاستفادة من التكنولوجيا عبر الانطلاق بأفكارهم ومشاريعهم التطويرية، واتخاذ خطوات واسعة في هذا المجال الذي يشهد تنافساً قوياً، حيث أسس كل من الدكتور هشام إسماعيل وراشد خليفة المزروعي تطبيقاً إلكترونياً باسم «بيدار»، لنشر ثقافة الزراعة المحلية والتشجيع عليها، بالتعاون مع عدد من الخبراء من المزارعين الإماراتيين. والهدف إيجاد حلقة وصل بينهم وبين الراغبين في تحويل أفنية منازلهم إلى حدائق مثمرة مزدانة بالشجيرات، ورغبة في تحقيق الاستدامة البيئية وزيادة الرقعة الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، الذي تنشده المجتمعات وتسعى إليه.
الدكتور هشام إسماعيل يوضح أن فكرة المشروع، انطلقت خلال جائحة كورونا وما صاحبها من إغلاق، الأمر الذي تطلب الإسراع في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الزراعة وتوفير المواد الغذائية من خضراوات وفواكه. وكان الهدف تعزيز ثقافة الزراعة بين الأفراد، وتهيئة أفنية البيوت وجعلها مصدراً للإنتاج الزراعي. ويقول: هكذا عملنا على إطلاق تطبيق «بيدار» ويعني المزارع باللهجة المحلية، وهي من المهن التراثية التي كانت سائدة في الماضي، خصوصاً في القرى الجبلية التي تتميز بالتربة الخصبة نظراً لتوفر المياه فيها، لتنتج الكثير من الخضراوات والفواكه التي اشتهرت بها هذه المناطق وما زالت. إذ إنه وفي ظل تطور تقنيات الزراعية أصبح من المتاح زيادة رقعة الغطاء النباتي في كل مساحة ممكنة من دون عوائق أو صعوبات.
توفير الخبير
وعن دور التطبيق وأهميته، يؤكد د. هشام، أن مهمة التطبيق تتمثل في توفير الخبير الزراعي مع المنتجات والأدوات اللازمة، وتقديم الاستشارات الزراعية لتحديد مكان الزراعة ونوعية المنتجات المطلوب زراعتها، وأين يمكن توزيعها وزرعها في الفناء المحدد، مع العمل على تنفيذ عملية تشييد الحديقة أو المزرعة ورعايتها حتى يتحقق الهدف منها. وهكذا يكون النجاح في إنتاج محاصيل زراعية قادرة على سد احتياجات الأسرة أو الجزء اليسير من غذائها.
عدم الاكتراث
ويرى راشد خليفة المزروعي، أن أي يعمل لا يخلو من التحديات، وربما من أصعبها، عدم استشعار بعض فئات المجتمع بأهمية الزراعة المثمرة وتواجدها في أفنية منازلهم. وقد يعود ذلك إلى عدم معرفتهم بكيفية الزراعة والمباشرة بأولى الخطوات نحو تشييد مزارعهم المنزلية، ليشعر الفرد بسعادة عندما يأكل ما ينتجه. ويقول: نسعى من خلال ما نقوم به من حملات توعوية وتثقيف إلى تخطي هذه العقبة، وتحفيز الأسر على الاهتمام بحدائقهم المنزلية، وفي هذا الصدد، خصص «بيدار» جوائز للحدائق الفائزة.
ويسعى فريق عمل «بيدار» على تعزيز ثقافة حب الزراعة بين الأطفال، من خلال تنظيم ورش عمل زراعية، يقدمها عدد من خبراء الزراعة المحليين. ويشارك الطفل من خلالها في زراعة حديقة منزله في خطوة مهمة ليتعرف على أهمية النباتات وكيفية العناية بها ومتابعة الشتلة وهي تنمو وتزهر وتثمر، ويرى إنتاجه وقت الحصاد، ما يجعله أكثر تعلقاً بالزراعة.
وسيلة أسرع
يشير راشد المزروعي، إلى أن التطبيقات اليوم أصبحت الوسيلة الأسرع والأكثر فاعلية لتقديم أي خدمة، أو إطلاق مبادرات مجتمعية جديدة، وقد أسهمت هذه التطبيقات في إيجاد وظائف غير تقليدية. ولابد أن ينتهج الشباب هذه الخطوة ليحققوا نجاحات أكثر في عملهم، من خلال الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأفراد باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
