أظهرت دراسة أجرتها جامعة مينيسوتا الأميركية أن دواء منخفض التكلفة ومتاحا يمكن أن يكون له تأثير مفيد على البنكرياس لدى الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول المشخص حديثاً.
توصلت نتائج تجربة سريرية إلى أن تناول عقار «فيراباميل» (verapamil)، الذي يؤخذ عن طريق الفم مرة واحدة يومياً، أدى إلى تحسين إفراز الأنسولين في البنكرياس بنسبة 30% خلال السنة الأولى بعد تشخيص الإصابة بالسكري من النوع الأول عند المقارنة بمجموعة تحكم تلقت علاجاً وهمياً.
و«فيراباميل» هو دواء شائع الاستخدام لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
قالت أنطوانيت موران، الباحثة الرئيسية في الدراسة والأستاذة في كلية الطب بجامعة مينيسوتا، إن «التأثير المفيد لعقار فيراباميل الذي لوحظ في التجربة مثير للغاية»، مضيفة «على الرغم من أننا لا نعرف ما إذا كان التأثير المفيد للفيراباميل على إفراز البنكرياس للأنسولين سيستمر بمجرد توقف العلاج في 12 شهراً، فنحن نعلم أن وظيفة البنكرياس الأفضل في السنة الأولى مرتبطة بنتائج أفضل على المدى الطويل في مرض السكر النوع الأول».
نشرت نتائج الدراسة في مجلة JAMA.
كانت جامعة مينيسوتا واحدة من ستة مراكز لمرض سكري الأطفال في الولايات المتحدة شاركت في الدراسة.
شملت التجربة 88 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 8 و17 عاماً بدأوا التجربة في غضون 31 يوماً من تشخيص الإصابة بالنوع الأول من السكري. أخضع المشاركون للمراقبة بحثاً عن الآثار الجانبية المعروفة لدواء فيراباميل، بما في ذلك التأثيرات على القلب وضغط الدم ووظائف الكبد. وجدت الدراسة أن الجسم يتحمل فيراباميل بشكل جيد وحدث القليل جداً من تلك الآثار الجانبية.
بالإضافة إلى تقييم «فيراباميل»، قيمت التجربة أيضاً ما إذا كان نهج إدارة الجلوكوز المكثف، الذي يتضمن استخدام نظام توصيل الأنسولين الآلي لمحاولة الحصول على مستويات الجلوكوز في أقرب مستوى ممكن من الطبيعي، يمكن أن يكون له تأثير مفيد على إفراز الأنسولين في البنكرياس.
كما ورد في ورقة مصاحبة في مجلة JAMA، حقق هذا العلاج مستويات جلوكوز أفضل بكثير مقارنة بالرعاية القياسية التي تضمنت استخدام المراقبة المستمرة للجلوكوز. ويمكن أن يكون لمستويات الجلوكوز، التي تم تحقيقها، فوائد طويلة المدى في الحد من مضاعفات مرض السكري.
وأوضحت الدكتورة موران «حقيقة أن فيراباميل منخفض التكلفة ومتاح بسهولة، ويتم تناوله عن طريق الفم مرة واحدة يومياً، وله ملف أمان ملائم للغاية، تجعله علاجاً جذاباً للغاية للأطفال والبالغين الذين شخصت إصابتهم بالنوع الأول من داء السكري».