لكبيرة التونسي (أبوظبي)
وسط تفاعل جماهيري يتواصل مهرجان السمحة التراثي الذي ينظمه نادي تراث الإمارات في منطقة السمحة بأبوظبي حتى 5 مارس المقبل، وبفعالياته التثقيفية وأنشطته التعليمية المتنوعة يستقبل الزوار لخوض تجارب تفاعلية والتعرف على ما تركه الأجداد من موروث حضاري، عبر العديد من الورش التعليمية والمحاضرات والمسابقات. ويشكل الحدث جسراً يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل ضمن بيئة مبهجة.
برامج وتجارب
يقدم مهرجان السمحة التراثي في نسخته الـ 12 برامج تراثية وترفيهية، ومسابقات يومية وجوائز قيمة، وتجارب تسوق ضمن سوق شعبي تستعرض فيه الأسر المنتجة منتجاتها من ملابس وأكسسوات وعطور وبخور ومأكولات شعبية. وتخصص للأطفال مساحة واسعة للمسابقات والمحاضرات على المسرح، ما يثري معرفتهم ويربطهم بجذورهم، ويضمن نقل الموروث وتعزيزه واستدامته عبر المعلومات وورش تعليم الحرف اليدوية والورش البيئية وركن الألعاب وسواها.
منصة تعليمية
ويترجم المهرجان تطلعات الأسر، ويهدف إلى الحفاظ على التراث والهوية الوطنية، وتعريف الزوار بالتراث الإماراتي العريق، ضمن رؤية نادي تراث الإمارات، المتمثلة في تعزيز تراث الأسلاف في نفوس الأطفال واستدامته للمستقبل، عبر أنشطة وعروض تغذي اهتمام مختلف الأعمار، ومساحة للترويج لمنتجات الحرفيين وأصحاب المشاريع التراثية والعصرية.
ورش حية
فاطمة عبدالله التميمي رئيس قسم الأنشطة النسائية في نادي تراث الإمارات، ذكرت أن المهرجان يشهد تنوعاً كبيراً ودفقاً من الفعاليات والأنشطة التي صممت لترضي مختلف الأذواق، وتثريها مجموعة من الأمهات الحرفيات المشاركات من المراكز النسائية التابعة للنادي، ومنها: مركز أبوظبي النسائي، مركز السمحة، ومركز العين النسائي. وأوضحت أن المراكز تستعرض مجموعة من الحرف في ورش حية من التلي والسدو وسف الخوص، وورش تعليمية تسلط الضوء على زينة المرأة والحرف قديماً كصناعة الكحل الطبيعي و«العجفة». ويستقبل الحدث طلبة المدارس من الاثنين إلى الخميس، ضمن ورش فنية ورسومات ومسابقات فنية وتوعوية وبيئية، كما ينظم مسابقة الطبخ الشعبي ومسابقة «تجديل الشعر» في عرض حي، حيث تعمل كل أم على تجديل شعر ابنتها وتأخذ في عين الاعتبار المواد المستعملة من مشط ومواد طبيعية كانت تستعملها الجدات. ويشمل مسابقة سف الخوص واليولة، ومسابقة أفضل تعليق على صورة في المهرجان، ومن شروطها التقاط الزائر لصورة يكتب عليها أفضل تعليق.
تعزيز الموروث
بخيتة الفلاسي مديرة مركز السمحة ذكرت أن «السمحة التراثي»، حدث ينتظره الكبير والصغير، وهو بمثابة عرس تراثي وثقافي، موضحة أن فعالياته تشكل فرصة كبيرة لتعليم الجيل الجديد، لاسيما أنه يعتمد على الممارسة والملاحظة والمسابقات والتدريب عبر مختلف الورش، ومنها التلي وخياطة الملابس وسف الخوص. وأكدت أن الحدث ينقل القيم والسنع وتعزيز قيمة «اخدم نفسك بنفسك»، عبر سماع قصص الأولين من الأمهات المكافحات اللواتي كن يتقن مختف الحرف، حيث كانت المرأة ترعى والمغزل في يدها، حيث كانت لها الحياة أكبر معلّم. وقالت ظبية سعيد سيف الرميثي مدير مركز أبوظبي النسائي: تقوم الحرفيات في المهرجان بتدريب وتعليم الجمهور على الحرف، وهدفنا تمكين الأبناء من الحرف القديمة وإيصال رسالة الآباء والأجداد للجمهور وتعميق مكانة الموروث. وأشارت مريم الكلباني من مركز العين النسائي إلى أن المهرجان يشكل فرصة كبيرة للتواصل مع مختلف الأجيال، ولاسيما الأطفال عبر مختلف الفعاليات التي تشهد إقبالاً كبيراً.