عدد اليوم
عبد الله أبوضيف (القاهرة)
تحافظ جزيرة «بالميرا» على طبيعتها الخلابة، خاصة مع ابتعادها عن أيدي البشر، فهي واحدة من الجزر النائية، لا يتخطى عدد سكانها 20 شخصاً من العلماء والمختصين غير دائمي الزيارة، بل يأتون لمدة أسبوع كل فترة ويغادرون تاركين الجزيرة التابعة للإدارة الأميركية.
لا مجال للعطش ولا الجفاف، فالسماء تمطر طول العام دون توقف، في مناخ استوائي، حتى وإن بلغت درجة الحرارة 30 مئوية في الصيف، فإن الغيث يستمر في الهطول، لذلك لا تضطر الطيور لمغادرة الجزيرة.
تمتد سواحل الجزيرة على مسافة 14 كم وتبعد نحو 1600 كم من جزيرة هاواي جنوب غرب الولايات المتحدة الأميركية، ويحتاج الدخول إليها لعدة تصاريح لأنها تشبه المحمية الطبيعية التي تضم أكثر من 150 نوعاً من الشعاب المرجانية النادرة رغم مساحتها الصغيرة.
«بالميرا» ليست للإقامة أو السكن، لذلك لا توجد بها فنادق أو أنشطة سياحية أو ترفيهية مثل جزر المحيط الهادي، فقط يمكن المرور عليها والاستمتاع بطبيعتها الخلابة بقارب صغير، من ثم نجحت الجزيرة في الحفاظ على نفسها منذ القرن الثامن عشر عندما اكتشفها ادمون فانينغ العام 1798.
تعرضت الجزر القريبة من «بالميرا» لتجارب نووية قضت على الكثير من النباتات النادرة والكائنات البحرية إلا أنها كانت أفضل حظاً، ونجت منها، لذلك ظلت الشعاب المرجانية على حالتها وتمتد على مدى 500 متر حول الجزيرة.
وجزر «بالميرا» ضمن أكبر منطقة محمية في العالم تغطي مساحة 490 ألف كيلومتر من الأجزاء الوسطى للمحيط الهادي، ورغم أجوائها الماطرة تتميز بأنها لا تتعرض للكوارث الطبيعية أو الأعاصير مثل بقية الجزر في المنطقة، وهو ما يجعلها هادئة ويحمي حياة الحيوانات بها.
