«كومودو».. أرض التنين

أحمد مراد (القاهرة)

حسب الأسطورة المحلية الإندونيسية «ولد تنين كومودو من أم واحدة»، عبارة عن سحلية عملاقة مفترسة سامة، لا تعيش إلا في مكان واحد فقط في الأرض، جزيرة كومودو التي تُعد واحدة من أغرب وأشهر جزر العالم، حيث يسكنها عدد كبير من تنانين كومودو، وصُنفت ضمن مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو.

حديقة عالمية
تضم جزيرة كومودو، الواقعة قبالة سواحل جزيرة فلوريس الإندونيسية، 29 جزيرة بركانية، أشهرها رينكا وبادار وكومودو، وتبلغ مساحتها 2000 كيلو متر مربع. وتقع جزيرة كومودو على بعد نحو ساعتين بالقارب من مدينة لابوان باجو، من أشهر وأجمل المدن الإندونيسية، واسمها يعني «المكان الذي يتوقف فيه غجر البحر»، وفي ثمانينيات القرن الماضي تحولت الجزيرة إلى حديقة وطنية وعالمية.
وتُعد حديقة كومودو الوطنية واحدة من أهم حدائق العالم، ومن أغنى البيئات البحرية، لتميزها بالتنوع البيولوجي، وكونها مليئة بمجموعة من الأعشاب البحرية، والشعاب المرجانية الملونة، وغابات المانغروف الكثيفة، فضلاً عن مساحات واسعة من التلال الجبلية، والشواطئ الرملية البيضاء التي تؤوي التنوع البيولوجي البحري، الأمر الذي جعل منظمة اليونسكو تختارها في عام 1986 موقعاً للتراث العالمي.

أخبار ذات صلة

السعودية.. الحسرة على «الهجوم الضعيف»!

مدرب اليابان يطمح إلى التتويج بكأس العالم

5700 سحلية 
تشتهر جزيرة كومودو بأنها موطن السحالي العملاقة المفترسة، والمعروفة بـ «تنين كومودو»، وتُعرف أيضاً باسم «فارانوس كومودونزيس»، من أخطر الزواحف في العالم، وعادة ما  تُظهر سلوكاً عدوانياً تجاه البشر، ولا تعيش هذه السحالي العملاقة في أي مكان في العالم سوى في حديقة كومودو الوطنية وجزيرة فلوريس التي تجاورها.
وتضم الجزيرة ما يقارب من 5700 سحلية عملاقة ذات مخالب قوية، وذيل طويل، ووزن يتجاوز الـ 70 كيلو جراماً، وقد يصل طولها إلى 3 أمتار، حيوان آكل للحوم، ويتغذى على جاموس المياه، والغزلان، والجيف، والخنازير، لديه القدرة على الانقضاض على فريسة بحجم الجاموس بفكه القوي وسمومه القاتلة.
ويُجيد تنين كومودو السباحة بسرعة هائلة تصل إلى 20 كيلومتراً في الساعة، فضلاً عن قوة بصره، حيث يرى على بُعد 300 متر.

الثعابين
إلى جانب السحالي العملاقة المفترسة، تُعد حديقة كومودو الوطنية موطناً للعديد من الكائنات البحرية والبرية، حيث يعيش فيها 12 نوعاً من الثعابين، و1000 نوع من الأسماك، و40 نوعاً من الطيور، و6 أنواع من الحيتان، و10 أنواع من الدلافين، و70 نوعاً من الإسفنجيات، و9 أنواع من السحالي.
بالإضافة إلى أنواع أخرى من أسماك القرش، وأسماك شيطان البحر الضخمة، وأسماك الرقيطة، حيث تشتهر الجزيرة بتياراتها الشديدة ودوامات المياه التي تجلب المغذيات الغنية من أعماق المحيط الهندي تهيئ الظروف المثالية لآلاف الأنواع من الأسماك الاستوائية والشعاب المرجانية.
ويضاف إلى ذلك الزواحف البحرية والقشريات، وأنواع مختلفة من الضفادع، وغزلان التيمور، وجاموس الماء، والخنازير البرية، وفئران رينكا المتوطنة، وخفافيش الفاكهة. وخلال الفترة بين شهري مايو وأكتوبر من كل عام، تشهد حديقة كومودو الوطنية ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، حيث تصل إلى 40 درجة مئوية، مع العلم أنها من أكثر المناطق جفافاً في إندونيسيا، وتعاني من مشكلة قلة هطول الأمطار لفترة طويلة من السنة تصل إلى 8 أشهر. المناخ الجاف الذي تتميز به الجزيرة جعل الأرض خشنة مع التلال الحجرية، وأنواع النباتات تقتصر على العشب، والشجيرات، وبساتين الفاكهة، والأشجار. 

2500 نسمة
يُقدر عدد سكان جزيرة كومودو بنحو 2500 نسمة، يعيشون في حالة توازن مع تنين كومودو المفترس، يرعون الماعز في جزر بعيداً عن متناول التنين. ورغم عدد السكان المحدود إلا أن الجزيرة تستقبل على مدار العام ملايين السياح من شتى أنحاء العالم يأتون للاستمتاع بمناظرها الطبيعية الخلابة ومعالمها الساحرة، وأبرزها الشاطئ الساحر ذو الرمال الوردية، والمعروف بـ «بانتاي ميرا». وتستقبل الجزيرة العلماء والمصورين يأتون لمراقبة التنوع البيولوجي المدهش الذي تتميز به، بالإضافة إلى محبي رياضة الغوص، حيث تضم ما يقارب من 100 موقع غوص. ويرافق الحراس من أهل الجزيرة الزوار إلى مناطق الصيد الخاصة بهم، ويتسلحون بعصا متشعبة يستخدمونها لضرب ذيول السحالي.