نسرين درزي (أبوظبي)
مع انطلاق مهرجان السمحة التراثي بنسخته الـ12 المستمرة حتى 5 مارس المقبل، والتي ينظمها نادي تراث الإمارات بصبغة خاصة، وبكل ما تضمه الفعاليات من برامج ثقافية وترفيهية تخاطب الموروث، يستوقفنا الحراك السياحي المجتمعي المتواصل الذي شهدته إمارة أبوظبي على مدار الأشهر الماضية من خلال مهرجاناتها الضخمة، تكريماً لزمن الأوّلين وتأكيداً على مواصلة المسيرة.
وإذ كانت البداية مع مهرجان الشيخ زايد المتواصل في منطقة الوثبة، فإن الشعلة تناقلتها أحداث محلية بارزة تميّز كل منها بخصوصية منحته طابعاً يشع ثراءً، جذب إليه عشرات آلاف المهتمين بالاطلاع على كل ما هو مبهر بين عريق وعصري. وقد عاشت أبوظبي منذ بداية الموسم الشتوي، عرساً ترفيهياً برسائل متنوعة، جمعت بين الحِرف والفنون وعروض الأداء والأمسيات الموسيقية والألعاب الساحرة. وجاء ذلك بالتنقل بين مبادرة لحظات أبوظبي، إلى مهرجان «أم الإمارات» ومهرجان الحصن ومهرجان دار الزين في مدينة العين، وصولاً إلى مهرجان التراث البحري الذي يختتم فعالياته الأحد المقبل، لتتواصل أجواء الاحتفالية بأصالة الموروث و«رمسته» وتفاصيله، مع مهرجان السمحة التراثي الأمين على مجالس عبقت بأحاديث الأجداد وأسواق سكنتها أصواتهم.
جولة المهرجانات السنوية هذه، المفعمة بالمنتجات التراثية المحلية والفعاليات واللوحات والمسابقات وعروض الفنون الشعبية والحفلات الغنائية، وفوقها ما لذ وطاب من مأكولات شعبية وأطباق من المطبخ العالمي حضرت خصيصاً لتستعرض مذاقاتها لدينا، تؤكّد حرص دولة الإمارات على تكريس مفهوم الدمج بين أهمية الحفاظ على الإرث بأدواته ومفرداته من جهة، والتفاعل بحرفية مع متطلبات العصر وما فيه من حداثة نستقبلها متحصنين بمفاهيم «السَّنع» ودرع الهوية الوطنية، كراية نرفعها وتقودنا في كل اتجاه.
وتبدأ الحكاية في «السمحة التراثي» بالسوق الشعبي للأسر المنتجة، والذي يدعم صناعاتها، ويلوِّن المهرجان بما يضمه من برامج، منها تراثية وأخرى توعوية تشمل ورش الحرف اليدوية والمسابقات وفعاليات المسرح، وسواها الكثير من الفقرات التي لا تهمل جانب المرح في ركن الألعاب وتذوق أصناف الحلو والمالح، وسط ديكورات فسيحة فيها من دفء الزمن الجميل.