دراسة مطمئنة بشأن فعالية دواء ضد كوفيد

أجرى الباحثون إحدى الدراسات الأولى لفحص فعالية دواء باكسلوفيد لدى المرضى غير المقيمين في المستشفى خلال فترة تفشي سلالة أوميكرون من فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 التي تشمل السلالتين الفرعيتين BA.4 وBA.5.

يقول أديت جيند، أستاذ طب الطوارئ في كلية الطب بجامعة كولورادو الأميركية "نكافح حقًا من أجل الحفاظ على خيارات علاجية فعالة للمرضى المعرضين لمخاطر عالية إذا أصيبوا بمرض كوفيد. خاصة لأن علاجات الأجسام المضادة أحادية النسيلة، التي كنا نستخدمها ونعتمد عليها خلال العام ونصف العام الماضيين، لم تعد فعالة ضد المتغيرات الفرعية الحديثة من أوميكرون لأن الفيروس قد تغير".

في الوقت الحالي، الخياران الوحيدان الفعالان للعلاج المضاد للفيروسات هما باكسلوفيد (Paxlovid) وريمديسيفير (Remdesivir). لذلك، بدأ جيند وفريق من الباحثين في اتخاذ إجراءات لتحديد ما إذا كان باكسلوفيد فعالًا ضد متحوري B.4 وB.5 من سلالة أوميكرون.

قال نيل أغاروال، المؤلف الرئيسي للدراسة، والأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة كولورادو "كانت هذه الدراسة واحدة من أول الدراسات التي توحي بقوة بفائدة الدواء المضاد للفيروسات، نيرماتريلفير-ريتونافير، المعروف أيضًا باسم باكسلوفيد، لمنع دخول المستشفى والوفاة للمرضى المصابين بالمتغيرات الحديثة من سلالة أوميكرون من فيروس سارس-كوف- 2".

الدراسة هي من نوع "المراقبة"، مما يعني أن الباحثين فحصوا بيانات المرضى الذين لديهم واحد أو أكثر من عوامل الخطر لمرض شديد أو دخول المستشفى أو الوفاة، والذين إما تلقوا أو لم يتلقوا باكسلوفيد. وقيم الباحثون معدل الاستشفاء أو الوفاة ووجدوا أن استخدام عقار "باكسلوفيد" يقلل، بشكل كبير، معدلات الاستشفاء والوفاة للمصابين بكورونا.

أوضح جيند أن تصميم الدراسة، القائمة على الملاحظة باستخدام بيانات العالم الحقيقي، يهدف إلى محاكاة تجربة سريرية. ويؤكد "استخدمنا البيانات المقدمة إلينا من طرف أكبر نظام صحي على مستوى ولاية كولورادو".

شملت هذه الدراسة الخاصة، 28 ألف شخص. ونشرت في مجلة The Lancet Infectious Diseases.

أوضح أغاروال أن باكسلوفيد كان فعالًا في منع الاستشفاء بين جميع المجموعات الفرعية المهمة تقريبًا من المرضى الخارجيين الذين تم تقييمهم والذين يتأهلون لاستخدامه بموجب ترخيص الاستخدام في حالات الطوارئ بما في ذلك أولئك الذين تلقوا تطعيمهم، مضيفاً "كطبيب يمكنه علاج المرضى في العيادات الخارجية، سأكون مرتاحًا جدًا لاستخدام باكسلوفيد كخط علاج أولي للبالغين المصابين بمرض كوفيد بشكل حاد خلال تفشي أوميكرون سواء تلقوا تطعيما أم لا بشرط عدم وجود موانع لاستخدامه".

هذه الدراسة جديرة بالاهتمام لأنها واحدة من أولى الدراسات التي فحصت فعالية دواء باكسلوفيد لدى المرضى غير المقيمين في المستشفى خلال فترة تفشي سلالة أوميكرون التي تضم المتغيرين الفرعيين BA.4 وBA.5. بالإضافة إلى فعاليته في إبقاء المرضى خارج المستشفى، ارتبط باكسلوفيد بانخفاض معدل زيارات قسم الطوارئ بعد العلاج، مما يشير إلى احتمال أقل لحدوث أعراض ارتداد أكثر حدة.

تعتبر الأدلة الواقعية مهمة بشكل خاص للأطباء الذين يجب عليهم تقديم توصيات العلاج لمرضاهم. وقال جيند "نوفر للأطباء بيانات في الوقت الفعلي تقريبًا للمساعدة في دعم اتخاذ القرار ببيانات منهجية قوية. إذا تمكنا من تأكيد فوائد العلاج، يمكن للأطباء أن يثقوا في وصف العلاج، ويمكن للمرضى أن يشعروا بالراحة عند تلقي العلاج. وإذا وجدنا أن العوامل تفقد فعاليتها، فنحن بحاجة إلى معرفة ذلك أيضًا وتغيير العلاجات المقدمة للمرضى".

يخطط جيند وفريقه لنشر نتائج دراسة أخرى في العالم الحقيقي لفعالية دواء ريمديسفير Remdesivir ضد متغيرات أوميكرون الفرعية وتحديثًا عن فعالية باكسلوفيد ضد متغيرات أوميكرون الفرعية الأحدث، بما في ذلك متغيرا XBB.1.5 وBQ.1.

وختم جيند "تشير البيانات المختبرية إلى أن باكسلوفيد لا يزال فعالاً في تحييد الفيروس في متغيرات أوميكرون الفرعية الحديثة. ومع ذلك، فإننا نخطط لتقييم الفعالية السريرية المستمرة لدى المرضى من خلال تحليلاتنا القادمة".