10 فبراير 2023 23:43
وجدت دراسة جديدة، أجريت في الولايات المتحدة، نوعين من النباتات البرية الشائعة يحتويان على مستخلصات تمنع فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض كوفيد-19، من إصابة الخلايا الحية.
نشرت مجلة Scientific Reports نتائج الدراسة، التي تعتبر أول فحص رئيسي للمستخلصات النباتية بحثا عن مادة فعالة ضد فيروس سارس-كوف-2.
في التجارب المختبرية، أدت مستخلصات من أزهار السرخس (Solidago altissima) وجذور سرخس النسر (Pteridium aquilinum) إلى منع الفيروس من دخول الخلايا البشرية.
توجد المركبات النشطة بكميات ضئيلة في النباتات. ويشدد الباحثون على أنه سيكون غير فعال، وربما خطيرًا، أن يحاول الناس معاملة أنفسهم بهذه المستخلصات.
تقول كاساندرا كواف، كبيرة مؤلفي الدراسة والأستاذة المساعدة في قسم الأمراض الجلدية ومركز دراسة صحة الإنسان في كلية إيموري للطب في مدينة أطلنطا الأميركية "ما يزال الأمر مبكرا جدًا، لكننا نعمل على تحديد وعزل وتوسيع نطاق الجزيئات من المستخلصات التي أظهرت نشاطًا ضد الفيروس"، مضيفة "بمجرد عزل المكونات النشطة، نخطط لإجراء مزيد من الاختبارات للتأكد من سلامتها وإمكاناتها بعيدة المدى كأدوية ضد كوفيد".
كواف، هي عالمة نباتات شعبية، أي أنها تدرس كيفية استخدام الناس التقليديين للنباتات في الطب لتحديد المرشحين الجدد الواعدين لإنتاج لأدوية الحديثة. تحتوي مكتبتها على آلاف المنتجات النباتية والفطرية الطبيعية المستخرجة من النباتات التي جمعت في مواقع مختلفة حول العالم.
بالنظر إلى أن مرض كوفيد-19 ظهر حديثًا، اتبع الباحثون نهجًا أوسع. حيث ابتكروا طريقة لاختبار أكثر من 1800 مستخلص و18 مركبًا بسرعة من مكتبة الباحثة كواف للمنتجات الطبيعية بحثا عن مادة ضد فيروس كورونا.
تقول كيتلين ريزنر، المؤلفة الأولى للورقة الحالية "أظهرنا أن مكتبة المنتجات الطبيعية لدينا هي أداة قوية للمساعدة في البحث عن علاجات محتملة لمرض ناشئ. يمكن للباحثين الآخرين تكييف طريقة الفحص لدينا للبحث عن مركبات جديدة أخرى داخل النباتات والفطريات قد تؤدي إلى عقاقير جديدة لعلاج مجموعة من مسببات الأمراض".
معروف أن كورونا هو من فيروسات الحمض النووي الريبوزي (RNA virus) ويحتوي على بروتين شائك (spike protein) يمكنه الارتباط ببروتين يسمى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2) على الخلايا المضيفة. توضح كواف "يستخدِم البروتين الشائك في فيروس كورونا، بروتين ACE2 تقريبًا كمفتاح، مما يمكّن الفيروس من اختراق الخلية وإصابتها".
ابتكر الباحثون تجارب مع "جزيئات تشبه الفيروسات" من SARS-CoV-2 من فيروس كورونا.
حدد الباحثون المستخلصات التي تحمي من دخول الفيروس ثم استقروا على تلك التي تظهر أقوى نشاط وهي: السرخس الذهبي وخرخس النسر. كلا النوعين من النباتات موطنهما أميركا الشمالية ومعروفان للاستخدامات الطبية التقليدية من قبل الأميركيين الأصليين.
أظهرت تجارب إضافية أن القوة الوقائية للمستخلصات النباتية عملت ضد أربع سلالات من فيروس كورونا المستجد: ألفا وثيتا ودلتا وجاما.
اختبر المستخلصان النباتيان في تجارب ضد فيروس كورونا المعدي بدلاً من "الجزيئات الشبيهة بالفيروسات". أكدت النتائج قدرة مستخلصات سرخس النسر والسرخس الذهبي على تثبيط قدرة فيروس سارس- كوف-2 على الارتباط بالخلية الحية وإصابتها.
تقول كواف "مهدت نتائجنا الطريق للاستخدام المستقبلي لمكتبات المنتجات الطبيعية لإيجاد أدوات أو علاجات جديدة ضد الأمراض المعدية".
وتضيف ريزنر "الإمكانات الطبية الهائلة للنباتات تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على النظم البيئية".
المصدر: الاتحاد - أبوظبي