عدد اليوم
شعبان بلال (القاهرة)
ذات جمال ساحر وسط المياه، تحيطها أشجار الموز من كل جانب، يقترب منها البحارة ليتذوقوه فلا يعودون أبداً..إنها جزيرة «إيلا دي كيمادا غراندي»، موطن الأفاعي السامة، والأكثر غرابة على الأرض.على مسافة 23 كم من ساحل مدينة ساوبولو البرازيلية، تنتشر الأساطير والروايات حول هذه الجزيرة التي لا يدخلها أي زائر سوى عدد محدود من العلماء وخبراء التعامل مع الثعابين بغرض دراسة الحالة النادرة لها.
أجرى العلماء الكثير من الدراسات قبل اكتشاف تلك الثعابين وقدرتها على قتل الإنسان خلال دقيقة واحدة، وهو معدل غير طبيعي بالنسبة للثعابين في الأماكن الأخرى، والسر في ذلك أنها تتغذى على جيف الطيور النافقة، فازدادت حدة السموم في أجسادها حتى أصبحت قادرة على إذابة لحم الإنسان خلال ثوان معدودة، والجزيرة مسؤولة عن 90% من حالات القتل بلدغات الثعابين حول العالم.
4000 أفعى من نوع رأس الدببة الذهبية تعيش على الجزيرة بمعدل 1 إلى 5 ثعابين في المتر الواحد، والكثير من الأنواع النادرة والسامة تعيش جنباً إلى جنب متكاتفة رغم محاولات الحكومة البرازيلية حرق الجزيرة والتخلص من الأفاعي، ومحاولات قطع الأشجار، إلا أن قوة الأفاعي السامة فاقت كل شيء واستمرت حتى الآن وإن كانت تراجعت بنسبة 15% في السنوات الأخيرة.
حياة متنوعة
قبل 11 ألف عام كانت الجزيرة مرتبطة باليابسة ولم تكن على حالتها الحالية، ولكن بعد ارتفاع منسوب البحر اختفت اليابسة وانفصلت الجزيرة وبقيت عليها حياة متنوعة من الطيور والغابات والأشجار الجميلة ومن بينها الموز.
أسطورة
قوة الثعابين جعلتها تفرض سيطرتها على الجزيرة، وتقتل جميع الطيور وتتغذى عليها لتتحول إلى أسطورة في القتل والفتك بالطيور والإنسان، ولم يقترب منها مؤخراً إلا الخبراء والمتخصصون وبعض البحارة، ولكن بتصريح خاص من البحرية البرازيلية.
ولحماية السفن والقوارب من شر ثعابين الجزيرة السامة أنشأت الحكومة البرازيلية فناراً كبيراً مع لوحات إرشادية تحذر كل من يقترب منها.
