عدد اليوم
خولة علي (دبي)
تتميز حرفة الفخار بارتباطها الوثيق بتاريخ الإمارات كصناعة تقليدية تحاول الصمود في المناطق الجبلية، حيث تستعيد بريقها بين الشباب. والتجربة كانت كفيلة بجذب الفنانة شيماء أهلي التي تنغمس في تشكيل الطين لتنتج تحفاً بديعة تبهج الناظرين.
علاقة شيماء أهلي بالفخار بدأت بالصدفة أثناء زيارة صديقتها في كندا، حيث أُتيحت لها تجربة صنع الفخار في إحدى الورش المنزلية، لتجد في هذه الحرفة ملاذها وراحتها، وتنطلق في رحلة البحث والتعلم وقراءة الكتب المتخصصة بما يتعلق بالفخار. وهذه الرغبة الجامحة جعلتها تستمر من دون انقطاع حتى استطاعت أن تحترف المهنة وتصنع أكواباً وأواني بديعة من الخزف.
قديمة متجددة
وتؤكد شيماء أن العمل بالفخار لا يتوقف عند تقنية واحدة، إذ لا بد من التعلم المستمر والبحث الدائم عن الجديد في هذه الحرفة القديمة المتجددة، التي يمكن أن يبدع فيها الفنان الكثير من الأشكال من تحف وأوانٍ وكل ما يخطر في باله، ما يجعل الفنان ينجذب دائماً إلى بريقها.
هدوء وراحة
ولمادة الطين علاقة وثيقة بالإنسان، وتجد فيها شيماء الهدوء والراحة النفسية والاسترخاء والسكون والطمأنينة أثناء عملها، قائلة: «كون قطعة الطين تنتمي إلى الأرض، فهي بالتالي تعمل على امتصاص الشحنات والطاقات السلبية، وتخلِّص الإنسان من الضغوط النفسية وتعلّمه الصبر والتركيز».
كلفة عالية
وتلفت شيماء أهلي إلى أن العمل على الفخار يحتاج إلى أدوات معينة يتم استيرادها من أميركا وأوروبا، وهي مكلفة إلى حد كبير، ومنها الأفران الخاصة بالفخار وعجلة الفخار، بالإضافة إلى نوعية الطين البورسلان الذي يتمتع بمرونة أكثر في التشكيل من الطين المحلي المتوافر في الإمارات وعُمان والسعودية. والنوع الأخير سعره زهيد، ويتم حرقه بمستويات حرارة أقل لأنه لا يتحمل مستوى حرق عالٍ، كما أن منتجه غير قوي، بخلاف البورسلان.
تراث الأجداد
قدمت شيماء أهلي الكثير من الدورات والورش التدريبية في صناعة الفخار في الإمارات والسعودية، ووجدت إقبالاً واسعاً من الراغبين في تعلم هذه الحرفة التي بدأت تنتشر وتجد لها مكانة خاصة في المجتمع، وهي خطوة مهمة لإحياء تراث له علاقة وطيدة بالأجداد وتاريخ المنطقة.
بيئة إيجابية
تميل شيماء إلى تنفيذ قطع عملية يكثر استخدامها كالأواني والأكواب، وتحرص على إبداع أحواض النباتات التي تُتيح بيئة أكثر إيجابية وتحسِّن الحالة المزاجية للفرد.
