محمد نجيم (الرباط)
بعد عرضه في عدد من المهرجانات السينمائية العربية والعالمية، من بينها مهرجان «مالمو للسينما العربية»، ومهرجان «تالين بلاك نايتس» في إستونيا، ومهرجان «الجونة السينمائي»، تشرع القاعات السينمائية المغربية والعالمية في تقديم فيلم «بين الأمواج» للمخرج المغربي الفرنسي الهادي أولاد محمد، والذي يعتبر من الوجوه الجديدة في السينما المغربية التي تحمل طابع الحداثة والتجديد.
الفيلم الروائي الطويل «بين الأمواج»، صُور في مدينة أصيلة، المدينة الشاطئية الهادئة في الشمال المغربي، وفيها وُلد المخرج وعاش أيام طفولته، والفيلم يسلط الضوء على قضايا الهجرة وصراع الهوية بين الأجيال وأعطاب الحياة في المجتمع المغربي، راوياً قصة حقيقية جرت أطوارها في مدينة أصيلة في تسعينيات القرن الماضي، حين أصيب «فؤاد» التقني في مكتب البريد الوحيد في المنطقة بمرض عصبي عطّل حياته وحياة أسرته، ونتج عن ذلك سلسلة من المواقف الإنسانية المؤلمة وأحياناً المضحكة.
وفي ظل هذه الأوضاع، تنشأ بين فؤاد وزوجته غيثة وأولادهما حكاية جديدة، حيث يعم في بيت الأسرة مزيج من الحب والحزن والمرح، إلى أن تأتي لحظة احتضار رب البيت، وبذلك يكتشف أعضاء الأسرة بعضهم البعض، ومع مرور الزمن تصبح الرغبة في الحياة حقيقة لا يمكن إخمادها.
وخلال تقديم هذا الفيلم أمام النقاد ووسائل الإعلام المحلية والعالمية، قال المخرج الهادي أولاد محمد «إن القصة واقعية، حيث عاش أحداثها مع والديه، وهي تترجم مدى ارتباط وتماسك الأسرة في المجتمع المغربي ووفاء الزوجة لزوجها وتفانيها وتمسكها برعايته، رغم إصابته بمرض الخرف».
«بين الأمواج» تقاسمت بطولته الممثلة المغربية البلجيكية لبنى أزبال، التي لعبت دور الأم (ريتا)، مع النجم الفرنسي الجزائري سمير قسمي في دور شخصية (فؤاد).