لكبيرة التونسي (أبوظبي)
يواصل «مهرجان الحصن 2023» فعالياته الغنية وتجاربه المشوقة وعروضه الحية، مستقطباً آلاف الجماهير يومياً، ومن الأنشطة التفاعلية التي تشهد متابعة واسعة من مختلف الجنسيات، «بطولة القهوة العربية»، ضمن مسرح مفتوح يرحب بعشاق هذا المشروب وفق عادات وتقاليد أصيلة، وبالطريقة نفسها التي كان يتبعها الأسلاف، للتنافس على جوائز عدة قيمة ضمن 5 فئات، ويشارك فيها هذه السنة متسابقون من السعودية وإندونيسيا والنيبال والفلبين، إلى جانب الإماراتيين، ضمن أجواء رائعة. تحرص دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، على إبراز «القهوة العربية» باعتبارها موروثاً متأصلاً في المجتمع الإماراتي، والاحتفاء بصناعتها في الإمارات والمنطقة، حيث توفر كل العناصر لتجعل هذه الفعالية من أجمل الأنشطة في ساحة المهرجان، ليستمتع الجمهور بمشاهد تحميص القهوة على الحطب ودقها بـ«المنحاز» ومتابعة حركة المشاركين نساءً ورجالاً وهم يتبارون في مختلف الفئات والظفر بالجوائز، لتتحول المنصة إلى مسرح حي وقلب نابض بالعروض، بينما يتم إشراك الجمهور على هامش البطولة في تذوق فناجين القهوة العربية، وطرح الأسئلة والأجوبة عن استفساراتهم، ما يجعل هذه البطولة تشكل نقطة جاذبة في الحدث الكبير الذي يستقطب مختلف الجنسيات من زوار الحدث الكبير.
سعود يوسف الشمري، من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، والمسؤول عن فعالية «بطولة القهوة العربية» في «مهرجان الحصن 2023»، قال إن البطولة تستهدف صون وتوثيق القهوة العربية باعتبارها عنصراً محورياً في الثقافة الإماراتية، موضحاً أن هذه البطولة تعمل على تجسيد المعرفة والإتقان الذي يتمتع به المتنافسون، وتشمل طريقة الإعداد التقليدية للقهوة وطقوس تقديمها، ويعتمد المفهوم على البحث المكثف الذي أجرته الدائرة لتوثيق وحماية أحد عناصر الثقافة الرئيسة في دولة الإمارات، ضمن مسابقات يحكّم فيها محترفو وخبراء إعداد القهوة العربية من مختلف الجنسيات، إلى جانب تنظيم العديد من المحاضرات بمشاركة خبراء القهوة في المنطقة والعالم على هامش البطولة.
فئات البطولة
وأشار الشمري إلى أن البطولة تركز على طريقة إعداد القهوة العربية، وتخصص لها جوائز مالية تنافسية للمشاركين الموهوبين في تحضيرها، موضحاً أن «بطولة القهوة العربية» تخلّد تراث القهوة المرتبط بثقافة منطقة الخليج العربي، وتنقسم البطولة التي تركز على معارف وممارسات صناعة القهوة إلى فئات ومستويات عدة، وتشمل 5 فئات مختلفة، هي بطولة: «صانع القهوة العربية (الشقراء)، وفي هذه الفئة يتنافس صناع القهوة (الشقراء) في إعداد أفضل مشروب من حبوب القهوة المحمصة والمطحونة، مع شرح الخطوات والمكونات والجانب التراثي لهذه الطريقة.. وبطولة صانع القهوة العربية (متوسطة وغامقة)، وفي هذه الفئة يتنافس صناع القهوة (الغامقة والمتوسطة) في إعداد أفضل مشروب من حبوب القهوة المحمصة والمطحونة، مع شرح الخطوات والمكونات والجانب التراثي لهذه الطريقة، وتقييم معلومات المتسابق عن القهوة وطريقة اختيار وتجهيز حبوب القهوة، إضافة إلى جائزة تحميص القهوة العربية (الشقراء)، وفي هذه الفئة يتبارى المتنافسون في تحميص حبوب القهوة الشقراء التي تخضع لتقييم أعضاء لجنة التحكيم المتخصصين، أيضاً جائزة تحميص (القهوة العربية المتوسطة والغامقة)، وفي هذه الفئة يتبارى المتنافسون في تحميص حبوب القهوة (التحميص المتوسط والغامق)، وأخيراً جائزة أفضل (مشروب مبتكر)، وفيها يتم اختيار أفضل مشروب مبتكر بالقهوة العربية، وذلك بإضافة بعض المكونات غير المألوفة، مثل البرتقال وغيره من المواد للحصول على نكهة خاصة، وتخضع لتقييم أعضاء لجنة التحكيم المتخصصين حسب البراعة والنكهة والتقديم».
كرم الضيافة
باتت «بطولة القهوة العربية» من الفعاليات التي ينتظرها زوار مهرجان الحصن سنوياً بشغف كبير، حيث تستقطب مشاركين من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب الإماراتيين والخليجيين، هذا ما أكده الشمري، موضحاً أن دائرة السياحة والثقافة - أبوظبي تحرص على تنظيم البطولة للحفاظ على الموروث الثقافي في الإمارات والترويج له، مشيراً إلى أن طقوس تحضير القهوة العربية تُعد جزءاً أساسياً من الثقافة العربية والممارسات المتأصلة منذ قرون في تقاليد الضيافة والكرم في المنطقة، مثمناً المشاركات الواسعة بالبطولة من مختلف الجنسيات، وأكد أن القهوة العربية ليست مشروباً عادياً يرتبط بالمذاق فقط، وإنما هي عنصر مهم في تركيبة المجتمعات العربية والخليجية التي تثمن جلسات الضيافة القائمة على صناعة القهوة وتقديمها وفق طقوس معينة.
ورش تفاعلية تعزز الموروث والاستدامة
يعمل «مهرجان الحصن 2023» على توفير بيئة جاذبة لتشجيع الأطفال على الابتكار والإبداع، ضمن ورش حية تفاعلية مستوحاة من الموروث الشعبي الثقافي؛ بهدف ترسيخ التراث وصون الموروث وحفظه ونقله للأجيال، ومن هذه الورش «البحار الصغير»، والتي تقام في أجواء حماسية للتنافس على صنع قوارب وسفن الصيد والغوص بحثاً على اللؤلؤ، ضمن تصميم إبداعي يحاكي سفينة صيد كبيرة، ثم يتبارى الأطفال في صنع سفينة صغيرة يحتفظون بها كتذكار من المهرجان.
من جهة أخرى، تتطرق ورشة الزراعة والاستدامة، التي يقدمها أحمد الحفيتي صاحب مشتل «وادي دفتا» إلى مجموعة واسعة من النباتات المحلية إلى جانب شجيرات الزينة والأشجار التي يمكن زراعتها داخل البيوت، كما يتعلم الأطفال كيفية زراعة الزهور وتنسيق ألوانها، وزراعة وإكثار بعض الخضراوات كالطماطم والخس والأعشاب العطرية وطرق العناية بها، إضافة إلى كيفية الري والتعرف على أنواع النباتات التي تزرع عن طريق البصيلات أو العقل أو البذور.
وأشار الحفيتي إلى أن الصغار يستمتعون بهذه الورش الزراعية التي تستهدف زيادة الوعي البيئي وتعزيز الصحة المستدامة.
قائمة «اليونيسكو»
أدرجت منظمة اليونيسكو «القهوة العربية» عام 2015، ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، لتعكس أهميتها في الثقافة العربية، وذلك استجابة لطلب مشترك قدمته بعض الدول العربية، بما فيها الإمارات، وفي عام 2018، أطلقت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي مبادرة «بيت القهوة» التي تتضمن بحثاً موسّعاً حول تقاليد تحضير القهوة العربية التقليدية وتقديمها بهدف توثيقها وصونها بوصفها عنصراً أساسياً من عناصر الثقافة المحلية.