اكتشف باحثون اضطراباً وراثياً جديداً يسبب نقص المناعة وقابلية عميقة للعدوى الانتهازية، بما في ذلك الالتهاب الرئوي الفطري الذي يهدد الحياة.
سيساعد الاكتشاف، الذي نُشر في مجلة Science Immunology، في تحديد الأشخاص الذين يحملون هذا الخلل (الخطأ) الداخلي في المناعة (In-born error of immunity, IEI).
وقال روبين مارتينيز باريكارت، العالم في مجال المناعة بالمركز الطبي بجامعة فاندربيلت في ولاية تينيسي الأميركية، "النتائج، التي توصلنا إليها، ستوفر الأساس للتشخيص الجيني والعلاج الوقائي لهذه المجموعات من المرضى".
هذه الأخطاء الداخلية في المناعة، المعروفة أيضاً باسم نقص المناعة الأولي، هي عيوب وراثية تتميز بزيادة التعرض للأمراض المعدية، والمناعة الذاتية، والاضطرابات المضادة للالتهابات، والحساسية، وفي بعض الحالات، السرطان.
حتى الآن، تم تحديد 485 من الأخطاء الداخلية في المناعة. يُعتقد الآن أنها تحدث في واحدة من كل 1000 إلى 5000 ولادة، مما يجعلها منتشرة مثل الاضطرابات الوراثية الأخرى.
على الرغم من التطورات الطبية الحديثة، لا يزال حوالي نصف المرضى، الذين يعانون من الأخطاء الداخلية في المناعة، يفتقرون إلى التشخيص الجيني الذي يمكن أن يساعدهم في تجنب المرض المنهك والموت. من هنا، أهمية هذا البحث.
الخطأ الداخلي في المناعة، في هذه الحالة موضوع الدراسة الحالية، هو طفرة في جين البروتين IRF4، وهو عامل نسخ محوري لتطور ووظيفة خلايا الدم البيضاء B وT، بالإضافة إلى الخلايا المناعية الأخرى.
كان مارتينيز باريكارت جزءاً من فريق البحث الدولي الذي حدد، في عام 2018، طفرة IRF4 المرتبطة بمرض ويبل (Whipple's disease)، وهي عدوى بكتيرية نادرة تصيب الأمعاء تسبب الإسهال وفقدان الوزن وآلام البطن والمفاصل.
تعاون مارتينيز باريكارت مع عدد من الباحثين بعضهم في المكسيك كانوا يعتنون بصبي صغير يعاني من عدوى فطرية وفيروسية شديدة ومتكررة. اكتشف الباحثون في جينوم الطفل طفرة تسمى
(de novo IRF4) نشأتلدى الصبي ولم تكن موروثة من والديه. شارك في البحث علماء في العاصمة الفرنسية باريس.
حدد كونسورتيوم العلماء المشاركين في هذا الجهد سبعة مرضى من ست عائلات غير مرتبطة ببعضها عبر أربع قارات يعانون من نقص المناعة المركب العميق سبب لهم التهابات متكررة وخطيرة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي الناجم عن فطر. كان لكل مريض نفس الطفرة.
كشف التنميط الظاهري الشامل لخلايا دم المرضى عن تشوهات في الخلايا المناعية المرتبطة بالمرض، بما في ذلك ضعف نضج الخلايا البائية المنتجة للأجسام المضادة، وانخفاض إنتاج الخلايا التائية للسيتوكينات المقاومة للعدوى.
أظهر نموذجان من الفئران، تم إدخال الطفرة فيهم، عيباً شديداً في إنتاج الأجسام المضادة بما يتوافق مع نقص المناعة المشترك الذي لوحظ في المرضى.
اكتشف الباحثون أيضاً أن الطفرة لها تأثير «متعدد الأشكال» يضر بتنشيط الخلايا المناعية وتمايزها.