أحمد عاطف (القاهرة)
ظل «كهف كروبيرا» لغزاً محيراً لعقود، وثارت حوله التساؤلات والخرافات، ففي البداية قيل إنه لا قاع له ولا نهاية، وارتبط عمقه الكبير بالأساطير حول العالم المفقود والطريق إليه، أو كونه فجوة زمنية تعود للماضي، لكن مغامراً شجاعاً فنّد تلك المعلومات واكتشف حقيقته.
يبدأ مدخل الكهف في كتلة أرابيكا الصخرية على حدود جورجيا، وعلى مدى سنوات أطلقت عليه عدة أسماء مثل كهف الغراب أو فورونيا، لكن الاسم الأكثر شهرة هو «كروبيرا»، احتفاء بالعالم الروسي ألكسندر كروبيرا المتخصص في علم الجيولوجيا.
يزيد عمق الكهف على 2 كيلومتر، ما يجعله الأكثر عمقاً على الإطلاق، وما زاد من غرابته طريقة اكتشافه من خلال الأوكراني جينادى ساموخن، حيث حمل وأفراد فريقه معدات تزن 5 أطنان إلى أسفل الكهف من أجل اكتشاف أسراره.
وخلال رحلة الاكتشاف، قضى الفريق الذي ضم 50 شخصاً أياماً في الأسفل، ينامون في خيام متنقلة ومعهم مخزون من الطعام يطهونه عند الحاجة، ويحتاجون أحياناً لقضاء ساعات طويلة في الاستكشاف وصلت في إحدى المرات إلى 20 ساعة متصلة. وتمكن الفريق من تسجيل عمق الكهف ليتخطى كافة الأرقام القياسية السابقة للكهوف، فلم يكن تم تسجيل كهف بهذا العمق، وعندما وصل فريق الاستكشاف إلى أسفله وجدوا مشاهد طبيعية خلابة ومياه نقية ونباتات.
وأوضح أستاذ الجيولوجيا الدكتور عباس شراقي لـ «الاتحاد الأسبوعي» طريقة تكوّن تلك الكهوف بأنها تحتاج لملايين السنين حتى تتشكل ويزداد عمقها، وموجودة في مختلف بقاع العالم وتحديداً في المناطق التي تتجمع فيها الصخور الكربونية. وأضاف شراقي أن تلك الصخور تذوب بفعل الأمطار وبعدها تتسرب المياه المحملة ببقايا الصخور إلى الباطن من خلال تشققات القشرة الأرضية، لتصبح مياهاً جوفية تتسبب في تحلل مزيد من الصخور، وتكون تلك بداية لظهور الكهف تحت الأرض.