عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
من أجل التعرف على مفهوم الذكاء الروحي وأهميته ومكوناته، وعلى كيفية تنميته وتطويره من خلال التعلم والممارسة وتنميته لدى الكبار والصغار، نظمت مؤسسة التنمية الأسرية ورشة تحت عنوان «الذكاء الروحي»، قدمتها عائشة الشرياني، دكتوراه في الابتكار المؤسسي واستشراف المستقبل، مسؤول برامج وفعاليات في مؤسسة التنمية الأسرية، مدرب جودة حياة، والتي أكدت فيها على أهمية التمتع بالذكاء الروحي، حيث إن الأشخاص الذين يمتلكون الذكاء الروحي يتميزون بقيم أخلاقية واجتماعية كثيرة، ويميلون إلى التفكير بكل من حولهم، ويتبنون قيم الحب والعدالة والوعي وقبول الآخر، كما أنهم يمتلكون الصبر، ويتجنبون الخوف في المواقف التي يتعرضون لها، ويتعاملون معها بوعي وإدراك جيدين، لافتة إلى أن الذكاء الروحي يظهر جلياً في أماكن العمل، إذ أن الموظفين الذين يمتلكون الذكاء الروحي قادرون على التعامل مع ضغوط العمل بكل أريحية، كما أنهم يمتلكون إحساساً أكبر بالالتزام والنزاهة والتعاطف مع زملائهم، مما يعزز لديهم الرضا في مكان العمل، وبالتالي ينجزون بشكل أكبر.
فهم الذات
وقالت الشرياني، إن الذكاء الروحي هو مصطلح يستخدمه بعض الفلاسفة وعلماء النفس وأصحاب النظريات التنموية للإشارة إلى أوجه التشابه الروحي، وعن سبب طرح هذه الورشة، قالت: «استندت، خلال الورشة، إلى هدفين أساسيين هما المعرفي والسلوكي، وحرصت على إظهار معنى الذكاء الروحي مروراً بالتعاريف العالمية، مع بيان أهميته من بين جميع أنواع الذكاء الأخرى، حيث يساعدك على تغيير مسار حياتك، ويمكنك من فهم طبيعة الأشياء من حولك والإجابة على العديد من التساؤلات الروحية، إذ يوسع الذكاء الروحي من قدرتك على فهم الآخرين وتحرير نفسك من التعلق والحاجة وينمي قدرتك على تلبية احتياجاتك الداخلية، مروراً بمبادئه وعناصر الروح والقوانين الروحية للسعادة ومكوناتها، كما تم التركيز على التطبيق والممارسة للوصول إلى الذكاء الروحي وتحقيق السعادة وجودة الحياة، وهناك العديد من المقاييس والمفاهيم العلمية التي يستند عليها.
تعريف الذكاء الروحي
وفي تعريفها للذكاء الروحي، أوضحت أن البعض عرّف الذكاء الروحي بالقدرة على تطبيق واستخدام الخصائص الروحية التي تزيد من فعاليتنا في الحياة ورفاهيتنا النفسية، والبعض الآخر يشير إلى قدرات الفرد وإمكانياته الروحية التي تجعله أكثر ثقة وإحساساً بمعنى الحياة، ومواجهة المشكلات الحياتية والوجودية والروحية وإيجاد الحلول المناسبة لها، بينما وصفه آخرون بالقدرة على التصرف بحكمة ورحمة مع الحفاظ على السلام الداخلي والخارجي للفرد، بغض النظر عن الظروف.
ذكاء روحي للطفل
وعن كيفية تعزيز الذكاء الروحي لدى الطفل، قالت الشرياني: إن ذلك يتم عبر امتلاك المربي صفات العطاء والصبر والحكمة والقدرة على مسامحة نفسه على أخطاء الماضي، وأن يتمتع بالصفات الحسنة ويجسدها أمام الطفل، فعلًا وقولاً، ويهتم باللحظات السعيدة في حياته، ويضفي أجواء المرح على كل ما يفعله، وأن يكون منفتح العقل، ويحافظ على مرونته، ويمارس الهوايات الحركية ويتمتع بأصوات الطبيعة والموسيقى.
