لكبيرة التونسي (أبوظبي)
يزخر مهرجان الشيخ زايد بمنطقة الوثبة في أبوظبي، بالكثير من مناطق الترفيه التي تم تجهيزها لتناسب جميع أفراد الأسرة، لكي يستمتعوا بقضاء أمتع الأوقات في بيئة ترفيهية آمنة، تراعي أفضل المعايير العالمية في الأمان والسلامة، من أبرز هذه المناطق «مسرح الأطفال» والذي يعد متنفساً رائعاً للصغار في الهواء الطلق، حيث يستقبل الزوار يومياً من مختلف الجنسيات، مقدماً برنامجاً غنياً بالمرح والمعرفة، عبر رقصات تراثية شعبية وورش تعليمية، إلى جانب فقرات الكرتون المحببة للأطفال والتي تدعوهم للتفاعل والحركة ضمن أجواء مبهجة.
ويُعد مسرح الأطفال، المنطقة الترفيهية التثقيفية، التي تستقبل الأطفال بالعروض والأنشطة الفنية والموسيقية الغنية بالثقافة والمرح، أهمها عروض السيرك والعروض الضوئية والليزر والحكواتي وعروض الخفة والتمويه وعرض الأميرة والأبطال وعروض البالونات والرسم على الوجه، إلى جانب العديد من المسابقات والجوائز.
«فراشات التراث»
من خلال خليط تراثي وحضاري، يجذب المهرجان آلاف الزوار وسط أجواء عائلية مليئة بالسعادة، ليُشكل ملتقى ثقافياً وترفيهياً، كما يحتفي بالقيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي، وينقلها بفخر لأجيال المستقبل ضمن مجموعة من الفعاليات المُميزة التي تتنوع بين الترفيه والتثقيف والمرح، ويسهم مسرح الأطفال بجانب كبير في نقل التراث للصغار، بما يتماشى مع توجه المهرجان عبر مجموعة من الفقرات الشعبية، ومنها «فراشات التراث» والتي تقدم رقصات شعبية على أنغام مفعمة بالمشاعر والأحاسيس والأغاني الوطنية، التي تؤديها نخبة من الصغيرات من خلال عروض يومية.
وقالت مدربة الفريق عائشة سليم، إن الفريق يتكون من 20 فتاة، أغلبهن من الأقارب والأصدقاء، وتجيد الفتيات تأدية لوحات فنية ورقصات شعبية وأغان وطنية،
لافتة إلى أن هذا المسرح يستقطب جمهوراً عريضاً لمتابعة هذه الفقرات، مؤكدة أن تدريب الفتيات تتخلله مجموعة من التحديات، من بينها انعدام الصبر وعدم القدرة على التحمل لدى بعضهن، لكن مع التشجيع والدعم وحبهن للتراث جعلهن يتنافسن على المشاركة بكل حب ويتغلبن على التحديات، مشيرة إلى أنها تشارك بفرقتها أيضاً في مختلف المهرجانات والفعاليات والمناسبات الوطنية.
إلقاء وحضور
مشاركة الأطفال في مثل هذه الفعاليات أمام الجمهور، تكسبهم الثقة في النفس وتزودهم بخبرات كبيرة في الإلقاء والجرأة في مواجهة الجمهور، وهذا ما أكدته سليم، موضحة أن الفتيات سعيدات بالإسهام في إنجاح الحدث، الذي أكسبهن مهارات متعددة، في الحفظ والإلقاء، حيث يقدم الفريق أغاني خليجية، وأغاني وطنية وتراثية في حب الإمارات، عبر نحو 4 فقرات يومياً على مدى مدة المهرجان، بعد تقسيم الفتيات إلى فريقين، يضم كل منهما 10 فتيات.
وعن إعداد الفتيات وتدريبهن، قالت «نختار الفتيات المجتهدات والملتزمات، وهن خضعن لتدريبات استغرقت 3 أشهر، قبل افتتاح المهرجان».
استدامة
يقدم «مسرح الأطفال» باقة من المواد الترفيهية والتعليمية والتوعوية، تهتم بجميع مجالات الحياة، ومنها التوعية بالبيئة بين الأطفال والأسر بشكل عام، عن طريق عرض على الشاشة يرافقه شرح لعدة برامج اجتماعية لمركز أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير»، وفي هذا الصدد قال محمد باوزير من قسم التوعية بـ«تدوير»، إنه يقدم إرشادات على مسرح الأطفال لزوار مهرجان الشيخ زايد من أجل توعيته بأهمية فرز النفايات من المصدر، كما يقدم مسابقات للأطفال، وتشجيع وإشراك أفراد المجتمع على المساهمة في فصل النفايات من المصدر.
وأضاف باوزير «منجم النفايات، هو عبارة عن موقع في الأحياء السكنية يتيح للجمهور المشاركة في فصل النفايات القابلة لإعادة التدوير، عبر وضعها في حاويات مخصصة لكل نوع للاستفادة منها، بحيث نعزز التوعية بجعل فرز النفايات المنزلية أسلوب حياة في المجتمع، وتهيئة الأبناء للقيام بدورهم في المحافظة على البيئة، من خلال تطبيق سياسة الفرز في المدارس والأماكن العامة والبيوت، إلى جانب طرح أسئلة تفاعلية وحماسية نخصص لها عدة جوائز.
إبداع وابتكار
يشهد مسرح الأطفال في دورته الحالية تطوراً كبيراً زاده جمالاً، من ناحية إقبال الأسر مع أبنائهم، بعد أن أصبح الوجهة المفضلة لهم ولأطفالهم الذين يستمتعون بالفعاليات والورش والأنشطة التثقيفية والترفيهية التي تنمي قدراتهم وتحفزهم على الإبداع والابتكار في أجواء عائلية بامتياز، إلى ذلك، قالت مهرة خميس البوسعيدي، مشرفة على فقرات المسرح، إن البرنامج اليومي الحافل بالأنشطة يبدأ بعرض «فراشات التراث»، تليه فقرة رسوم متحركة، ومسابقات وجوائز وورشات عمل توعوية، مما يجعل المسرح يكتسي بطابع احتفالي وترفيهي وتعليمي مميز.