الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الجناح الأفريقي يبهر زوار مهرجان الشيخ زايد

منتجات متنوعة تعبر عن عادات وتقاليد أفريقية أصيلة (من المصدر)
7 ديسمبر 2022 01:49

سعد عبد الراضي (أبوظبي)

يأخذك الجناح الأفريقي بمهرجان الشيخ زايد بمنطقة الوثبة في أبوظبي، والذي تشارك فيه 8 دول أفريقية هي: كينيا والسنغال ومدغشقر وغانا وتنزانيا والسودان وإثيوبيا ونيجيريا، إلى عوالم من الألق في الشكل والمضامين، حيث الصناعات اليدوية التي تعبر عن دقة الصانع الأفريقي في مزج الجماليات في القطعة المصنوعة وكأنها لوحة تشكيلية رسمها فنان بصري موهوب، تحمل التنوع المعبر عن العادات والتقاليد الخاصة بكل دولة أفريقية، سواء في السلال أو المنحوتات الفنية أو الملابس الزاهية والأكسسوارات المنزلية.

«الاتحاد» تجولت بين 36 محلاً يضمها الجناح الأفريقي، للوقوف على أهم ما فيه من صناعات يدوية تقليدية، وأخرى تمت صناعتها باستخدام الحرفة التقليدية، إلى جانب تدخلات التقنيات الجديدة لإضفاء الطابعين اللذين يشكلان الماضي بتراثه الجميل والحاضر بحداثته وما يرتبط بها من تكنولوجيا.
في البداية، عبّر سالم باحاج مدير الجناح الأفريقي عن ابتهاجه بمهرجان الشيخ زايد هذا العام، مشيراً إلى أنه يتطور من عام إلى آخر، وعن الدول الأفريقية المشاركة، قال باحاج، إن المشاركات التي تأتي للمرة الأولى في المهرجان، وتتألف من ثماني دول أفريقية، تعبر عن حرص الحرفيين الأفارقة على المشاركة في هذا المحفل التراثي والحرفي الكبير في المنطقة.

وأشار إلى أن عدد المحال الأفريقية العاملة في المهرجان هذا العام تصل إلى 36 محلاً، ولو سنحت الفرصة لمحال أكثر فإن لديّ طلبات إضافية لـ 20 محلاً أخرى، لم تسنح لطالبيهم شرف المشاركة، منوهاً بأنه يتعامل مع الحرفيين الأفارقة في هذا الشأن منذ عشرين عاماً، مشيداً ببراعة الحرفي الأفريقي وتنوع مشغولاته سواء تلك المتعلقة بالأخشاب كأدوات الطهي، أو بالسلال التي تتميز بها ثلاث دول هذا العام، وهي مدغشقر والسنغال ونيجيريا، بينما تتميز كينيا بصناعة الأحجار.

وأوضح باحاج أن الإقبال على منتجات السلال وأدوات المطبخ من قبل الزوار، يعود للسمعة الطيبة التي اكتسبتها الدول الأفريقية في مثل هذه الصناعات من ناحية، كما أن السيدات العربيات عموماً يحرصن على اقتناء، مثل هذه الأدوات الطبيعية التي تغني عن المشغولات الأخرى، حيث إن النساء يستخدمن السلال في العديد من الأغراض الحياتية خاصة في حالات الخروج للنزهة، ليتم استخدامها في حمل المواد الغذائية وبعض الأغراض الأخرى.

فن صناعة السلال 
عندما تتجول في أروقة المحال بالجناح الأفريقي، وما يضمه من مشغولات تسر العين بألوانها المبهجة وتنوعها، تجد أن أبرز ما يجذبك من تلك المشغولات هي السلال الأفريقية المصنوعة يدوياً، والمستخدمة في تخزين المواد الغذائية، حيث تعرض الدول الثماني المشاركة في الجناح ما تتميز به من أنواع السلال من حيث الأحجام والألوان، وتُعد الأفريقيات الأكثر صناعة لتلك السلال، والتي يتم الاشتغال عليها باستخدام المواد الطبيعية من نباتات وأشجار.

والسلال الأفريقية هي إحدى الحرف التقليدية المنتشرة في ربوع القارة السمراء، والتي تتطور مع مرور الزمن وما يصاحبه من تغيرات اجتماعية وبيئية واقتصادية، خاصة من ناحية المواد المستخدمة من الألياف الطبيعية التي تُعد الإرث والمتكأ الحقيقي لهذه الصناعة، إلى جانب ما يتم استحداثه من مواد مصاحبة كالبلاستيك والأسلاك والمنتجات المعاد تدويرها.

ويُعد استخدام الألياف التقليدية في صناعة السلال، أصبح لها طابعاً تراثياً ثابتاً جنباً إلى جنب مع المواد الأخرى المستحدثة، ويتم جلب هذه الألياف من البيئة المحلية، مثل نخيل إيلالا وأوراق وألياف السيزال والرافيا «الخيزران الأفريقي»، والأشجار الليفية وجذور النباتات، مثل الماكينج والكروم والأوراق «الموز ونخيل المروحة»، والقصب وخشب اللحاء والبردي، وفي الغالب يستخدم الصانع نوعين من الألياف النباتية لصنع سلاله، واحد منهما للصناعة الداخلية والآخر للخارجية، ففي دولتي أوغندا ورواندا، تستخدم خارجياً «الرافيا» أو ورق البردي، وهذه الرافيا تكون ملفوفة ومخيطة حول سيقان أوراق الموز، بينما يستخدم العشب في الشكل الداخلي.

ألوان مبهجة 
والداخل إلى الجناح الأفريقي، تجذبه الألوان المبهجة إلى مضامينها بسرعة شديدة، ومن بين ما تحمله تلك الألوان الأزياء الأفريقية على اختلاف أشكالها وألوانها ومقاساتها للرجال والنساء والأطفال، وبالنظر إلى الأقمشة، فإن معظم الدول الأفريقية تشتهر بصناعتها، وتتميز بأنها مصنوعة كلياً من الألياف الطبيعية المحاكة والمصنوعة يدوياً، ليس فقط في الملابس، ولكن كذلك في صناعة السجاد والأحذية والأكسسوارات المنزلية.

وعلى الرغم من أن كل دولة من الدول الأفريقية الثماني تعرض ما يخص ثقافتها في تلك الصناعة المحلية الشهيرة، والممتدة إلى ماض حافل وثابت في أمور أو متغير في أمور أخرى، إلا أن كينيا تُعد الأولى عالمياً في صناعة الأقمشة المشغولة من الألياف المعروفة بـ«السيزل»، ويستخدم العارضون الكينيون في إبراز صناعتهم الألوان الكيتينجه، التي تمثل الزي التقليدي الشهير لأهل كينيا، وتبرز تلك الألوان في تصاميم القمصان الرجالية والفساتين النسائية المزركشة والتي تعج بألوان زاهية، بينها تناسق عجيب يحمل البهجة والفرح.

الرسم بالسكين
يستخدم الحرفي والصانع الأفريقي في صناعته أدوات تقليدية تتوارثها الأجيال، وهذا ما يتضح في المشاركة التنزانية، حيث الصناعات التقليدية المرسومة بالسكين، وهو فن دقيق وشاق يقوم به صناع مهرة يجيدون الرسم وفرد الألوان بحافة السكين على سطح القماش، وفي الوقت نفسه وبخلاف تلك الصناعات التي تعتمد على مهارة الصانع منفرداً، نجد تماهياً بين المحافظة على الموروث في المشغولات اليدوية واللوحات الفنية وبين استخدام التقنيات الجديدة في الطباعة على المشغولات والمنتجات المختلفة، وخاصة القماش.

طبول «جيمبيه»
بالرغم من أن صناعة الطبول تشتهر بها العديد من الدول في كل بقاع الأرض، باعتبار أن الموسيقى بأدواتها إرث إنساني ممتد عبر التاريخ، إلا أن السنغال تتميز بصناعة أنواع من الطبول الفريدة، ومنها طبول «جيمبيه» التي تُصنع يدوياً من الخشب الصلب وجلود الحيوانات، حيث كان يتم استخدامها في الماضي لجمع أهل القرى السنغالية والغرب الأفريقي لحل المشكلات والتعاون فيما بينهم لحل المشكلات الخاصة بأبناء الوطن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©