الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

ذكريات «الاتحاد».. بين «جّد» و«حفيد»

قلب الشارقة
2 ديسمبر 2022 17:54

أبوظبي (الاتحاد)
تحكي العيون في صمت قصصاً مغرقة في القدم، قصص ما قبل الاتحاد، حينما كان الرجال الأشاوس يصارعون البحر والبر من أجل لقمة يجلبونها لأطفالهم، في أيام تربى فيها جيل لا يهون أمام الصعاب، ولا يعرف المستحيل، جيل ارتبط بالأرض قبل أن يرتبط بالوطن، فكان فهمه لمعنى الوطن مرتبطا بذكريات المكان، وبصور خزّنتها الذاكرة، ليعكس عمق نظراته أياماً صعبة عايشوها، تبعتها أيام رخاء بزمن الاتحاد، جيل عايش تغيرات قل أن يشهدها جيل، ليس فقط أن العالم تغير كثيراً في تلك السنوات، ولكن دولة الإمارات نهضت كما لم تنهض أمة في تاريخها، حيث سابقت الأزمنة فسبقت الأمكنة، وتصالحت مع نفسها، فكسبت قلوب الناس.

ثمة في القصص الكثيرة لدى الجيل الأول حِكَمٌ بَعضُها للأولاد وأخرى لليافعين، وأيضا لأهليهم نصيب من الحكايا، فجراب الحكمة يتسع للكثير عن التعليم والزراعة وصيد السمك والغوص والعلاج الشعبي والعمران ومظاهر الاحتفالات الشعبية.

اليوم، يمسك الجّد يد حفيده ليسيرا معا في احتفالات الشارقة بـ«عيد الاتحاد» الـ51 لدولة الإمارات، الطفل فرح بالفعاليات والعروض، والجد فرح بفرحة حفيده، وبوطن يطمئن فيه على مستقبل أولاد أولاده، فالإمارات تنظر قدماً إلى مئويتها في العام 2071، خمسون عاماً تبنيها، وخمسون عاماً قبلها تفخر بها، ولولا تضحيات الآباء ما كنا لنصل اليوم إلى ما وصلنا إليه، وما الحضارة إلا أن تكون تعاقب ملايين الأحداث الصغيرة المرتبطة والمنفصلة، لتشكل معاً تاريخاً يقف كبار السن شهوداً عليه، يمتلكون لآلئه التي تحتاج غواصاً يحسن استخراجها، مؤرخاً أو كاتباً، أو ربما طفلاً يسأل سؤالاً بريئاً، كيف كان الجد يلعب في أيامه؟ وماذا كانوا يأكلون ويلبسون؟ وأين يذهبون؟ ومن يزورون؟ وماذا يدرسون؟ أسئلة بريئة لا تخرج عن إطار تزجية الوقت، وتبادل أطراف الحديث مع من نحب، ولكن أجوبة تلك الأسئلة ترسم للمؤرخين إطاراً يضيفون عليه تفاصيل تصنع وطناً.

ويقول يحيى الأحمدي صاحب أول مقهى شعبي في الشارقة والذي يقع في سوق العرصة: الإمارات دولة قوية لديها فكر وطموح يجعلها في مصاف أفضل الدول، وأنا عشت من بداية الاتحاد كل لحظة من هذه الفرحة، منذ قيام الاتحاد وإلى اليوم وأفخر بها، فالوطن هو كل شيء، هو أغلى ما لدى الإنسان، ومن دونه هو جسد من غير روح، والوطن لو نفديه بأرواحنا لا نوفيه حقه.

ويسأل الطفل جده عن جلسات الكبار التي لا يسمحون له بالمشاركة فيها لصغر سنه، تلك التي تستمر طوال الليل في البر أو على شاطئ البحر، فهو متشوق لمعرفة أحاديث الرجال، فيجيبه الجد: نتذكر الأيام الأولى وكيف كانت حياتنا ونسترجع ذكرياتنا الجميلة عن الأماكن التي عشناها، من الفرجان والحدائق وغيرها من الأماكن، وكيف صارت وتحولت مع مرور الزمن والتطور التي تشهده دولتنا الحبيبة، وأيضا نتبادل في مجالسنا أطراف الحديث عن إنجازات الإمارات التي يفخر بها الشعب الإماراتي والعالم العربي، فنحمد الله على نعمة الإمارات حيث إنها من قيام الاتحاد من تطور إلى إنجاز وكلنا يقين أنكم سترون بعد 50 عاماً أن لا دولة تنافس الإمارات العربية المتحدة بتطورها وعمرانها واقتصادها.

ويشرح الجد لحفيده معنى حب الوطن، فيقول: حب الوطن والإخلاص له مثل راية تسلم من جيل إلى جيل وهذا واجب على كل فرد فينا، لذلك علمت أباك وأعلمك اليوم حب الوطن وكيف نفديه، فالوطن هو الوطن ولو بعد مائة أو ألف سنة، مفهوم الوطن لا يتغير، ونرى في كل بيت إماراتي وحتى في بيوت المقيمين في الإمارات كيف يجتمع الناس من الكبير للصغير على شيء واحد وهو حب الإمارات، دولتنا الحبيبة التي قامت بإنجازات تخلد في التاريخ وتجعلنا والأجيال القادمة نعيش بفخر بما قدمته دار زايد.

وتستمر رحلة الجد مع حفيده وأحاديثهم الجانبية في جنبات الشارقة ومدنها وأبرز وجهاتها، التي تستضيف فعاليات الاحتفال بعيد الاتحاد من جزيرة العلم ومدرج المجاز ومنتزه الشارقة الوطني في مدينة الشارقة، إلى حديقة مليحة العامة، ودبا الحصن، ومدرج خورفكان، ووادي الحلو وكلباء، والبطائح، والمدام، وفي حصن الذيد، وقرية التراث في الحمرية، وفي كل بقعة من أرجاء الوطن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©